للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقول فلولا أنتَ أُنكِحْتُ سَيّدا ... أُزَفُّ إليه أو حُمِلْتُ على قَرْم

تقول له هذه المرأة: أولا أنّى ابتُليتُ بك وأُنكِحْتُك لأنكِحتُ رجلا سيّدا سِواك. والَقرْم: الفَحْل الّذى يربَّى ولم يُستعمَل. تقول: وحُمِلتُ أيضًا على قَرْم.

لعَمْرِى لقد مُلِّكْتِ أمرَكِ حِقْبةً ... زمانا فهلّا مِسْتِ فى العَقْم والرَّقْمِ

يقول: قد كنتِ تملكِين أمرَكِ زمانا فهلّا تزوّجتِ رجلا غيرى يكسوكِ العَقْمَ والرَّقْم. والعَقْم: ما وُشِّىَ ثم أُدخِل خَيْطُه ثم أُخرِجَ فوُشِّى (١). والرَّقْم: ما رُقِم. والعَقْم والرَّقْم: ضَرْبانِ من الوَشْى.

فجاءت كخاصِى العَيْرِ لم تَحْلَ جاجةً ... ولا عاجةً منها تَلوحُ على وَشْمِ

كخاصِى العَيْر، جاءت منكسِرة، وخاصِى العَيْر يَستحيى ممّا صنع، والمرأة إذا خَصَت العَيْرَ لم يبَقَ شيء من البُذاء إلاَّ أتته. يقول: فعلَتْ مثلَ هذا ثم لم تَحْلَ بشئ؛ قال حُمَيد فيُ ثَوْر:

جُلُبّانةٌ وَرْهاءُ تَخصِى حِمارَها ... بِفى مَن بَغَىَ خيرا لديها (٢) الجَلامِدُ

وقوله: لمَ تَحْلَ، أي لم تفعل، من الحَلْى. جاجةً، قال: الجاجة خَرَزة من رديء الخَرَز. والعاجة: ذَبْلة. وقولهُ: على وَشْم، يقول: ليست بموشومة


(١) عبارة اللسان (مادة عقم) إنما قيل للوشى عقمة لأن الصانع كان يعمل، فاذا أراد أن يشى بغير ذلك اللون لواه فأغمضه وأظهر ما يريد علمه. وهى أوضح فى المعنى.
(٢) فى اللسان (مادة جلب) "إليها" مكان قوله "لديها". والجلبانة: المصوّتة الصخابة الكثيرة الكلام. وقال فى قوله: "تخصى حمارها": إذا بلغت المرأة من البذلة والحنكة إلى خصاء عيرها فناهيك بها فى التجربة والدربة؛ وهذا وفق الصخب والضجر؛ لأنه ضدّ الحياء والخفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>