للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعاديَةٍ تُلقِى الثيابَ وَزَعْتُها ... كرِجْلِ الجَراد يَنْتَحى شَرَفَ الحَزْم

العادية: الحاملة. تُلْقِى الثياب، مِن شِدّة عَدْوِهم تَقَع عَمائهُم ومَعاطِفُهم وهي أردِيَتُهم، والواحد مِعْطَف. وزَعْتُها: كفَفْتُها. يَنتحِى: يَقصد له. شَرَف الحَزْم، وهو المكانَ الغليظ. والحَزْنُ مِثْلُه.

* * *

وقال أيضا (١)

عَدَوْنا عَدْوةً لا شكَّ فيها ... وخِلْناهمْ ذُؤَيبْةَ أو حَبيبا

قال أبو سعيد. يقول: حَمَلْنا حَمْلةً لا شكّ فيها. والعَدْوة: الحَمْلة. وذُؤَيبْة وحبيب: حَيّان من عجز هَوازِن. قال: يقول: حَمَلْنا حَمْلَةً لا يُشَكّ فيها.

فنُغرِى الثائرِين بهمْ وقُلْنا ... شِفاءُ النفسِ أن بَعَثوا الحُروبا

أَغْرَيْنا الثائرِين، قلنا: خُذْ يا فلان، خُذْ يا فلان. قال الأصمعىّ: وسمعتُ ابنَ أبى طَرَفةَ يقول: "شِفاء النفس إن" كَسرَ إنْ، ومِثلُه:

* عِيَر (٢) على أنْ عَجَّل المَنايا *


(١) سبب هذه القصيدة كما فى الأغانى ج ٢١ ص ٥٩ طبع أوربا أن أبا خراش أقبل هو وأخوه عروة وصهيب القردى فى بضعة عشر رجالا من بنى قرد يطلبون الصيد، فبيناهم بالمجمعة من نخلة لم يرعهم إلا قوم قريب من عدّتهم، فظنهم القرديون قوما من بنى ذؤيبة أحد بنى سعد بن بكر بن هوازن، أو من بنى حبيب أحد بنى نصر، فعدا الهذليون إليهم يطلبونهم، وطمعوا فيهم حتى خالطوهم وأسروهم جميعا، وإذا هم قوم من بنى ليث بن بكر فيهم ابنا شعوب أسرها صهيب القردى، فهم بقتلهما، وعرفهم أبو خراش فاستنقذهم جميعا من أصحابه وأطلقهم، فقال أبو خراش هذه القصيدة يمنّ على ابنى شعوب أحد بنى شجع ابن عامر بن ليث فعله بهما.
(٢) عير أي عير بضم العين وتشديد الياء مكسورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>