للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّى إذ عَدَوْا ضَمَّنتُ بَزِّى ... من العِقْبان خائتةً طَلوبا

يقول: كأنّى أَلبستُ بَزِّى عُقابا. يقول: لما حملوا علينا كأنى أَلبستُ بَزِّى وهو سِلاحُه من سرعتى عُقابا. خائتةً، أي منقضّة. طَلوبا: تَطلُب الصَّيْد.

جريمةَ ناهِضٍ فى رأس نِيقٍ ... تَرَى لعِظامِ ما جَمعت صَليبا

جَريمةَ ناهِض، أي كاسِبَةَ فَرْخٍ، وهو الناهض. والنِّيق: الشِّمْراخ من شمَاريخ الجَبَل. والصَّليب: الوَدَك، وأَنشَدَ لعَلْقَمةَ بن عَبْدة:

بها جِيَفُ الحَسْرَى فأمّا عِظامُها ... فبِيضٌ وأمّا جِلْدُها فصَليبُ (١) يَعنِى الوَدَكَ.

رأت قَنَصا على فَوْتٍ فضَمّتْ ... إلى حَيْزُومِها رِيشًا رَطيبا

قَنَصا أي صَيْدا. على فَوْتٍ أي سَبْق. والرَّطيب: الناعم الّذى ليس مُتَحاتًّا. والحَيزْوم: الصَّدْر وما احتَزَم عليه، ويقال للرجل: اُشدُدْ حَيازِيمَك لهذا الأمر، أي تَشَدَّدْ عليه واعزِمْ، وأَنشَدَنا:

* وشَدِّى حَيازِيمَ المَطِيّةِ بالرَّحْلِ *


(١) البيت من قصيدة يمدح الشاعر بها الحارث بن جبلة بن أبى شمر الغسانى، وكان قد أسر أخا علقمة شأسا، فرحل علقمة يطلب فكه، وأوّل القصيدة:
طحا بك قلب فى الحسان طروب ... بعيد شباب عصر حان مشيب
والضمير فى قوله: "بها جيف الحسرى" يعود على المنان فى البيت الذى قبله، وهو:
هدانى إليك الفرقدان ولا حب ... له فوق أصواء المتان علوب
والمتان جمع متن، وهو المكان الصلب الملتوى. والعلوب: الآثار. والحسرى أي المعيبة، وجعل عظامها بيضا لقدم عهدها، أو لأن السباع والطير أَكلت ما عليها من اللحم فبدا وضحها. والصليب: الودك الذى يخرج من الجلد. وقيل: الصليب اليابس الذى لم يدبغ. وكان وجه الكلام أن يقول "جلودها" فلم يمكنه، فاجترأ الواحد عن الجمع لأنه لا يشكل. اهـ. شرح الأعلم الشنتمرى لديوان علقمة ص ٢٧ طبع الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>