للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما يمّمتُه (١) وتركتُ بِكْرِى ... بما أَطعمتُ مِن لحِم الجَزورِ

هذا مثل؛ يقول: كان عندي طعام طيّب فأطعمتُه إيّاه وتركتُ ولدى، فآثرتُه على نفسى وولدى. وبِكْره: ابنه. ويمّمت: قصدتُ له.

ويوما قد صبرتُ عليك نفسى ... مع الأشهاد مرتدِىَ الحَرورِ

قوله: صبرتُ عليك نفسى: فى السَّفَر والعَزْوِ. والأشهاد: من شهد الوقعة، وهم كانوا شهِدوا معه. مع الأشهاد، أي مع الشهود على ما أقول. والحَرور يصيبنى أيضًا. والحَرور: السَّموم.

وقال أيضًا

أَواقِدُ لم أغرركَ فى أَمْرِ (٢) واقِدٍ ... فهل تنتهى عنّي ولستَ بجاهلٍ

يقول: لم آتِ فيما بينى وبينك أمرا ترى أنّى محسن فيه وأنا مسيء، فقد غررتُك، فهل أنتَ منتهٍ عنّى وأنت عاقل ولستَ بجاهل. ولم يعرف الأصمعىّ واقدا هذا. يقول: فلم أحمِلْك على غِرّة.


(١) ورد فى الأغانى ج ٢١ ص ٦١ قبل هذا البيت بيت آخر لم يرد فى هذه القصيدة، وهو:
إذا ما كان كس القوم روقا ... وحالت مقلتا الرجل البصير
وفى اللسان (مادة كس) (إذا ما حال) وفسر الكس بأنه قصر الحنك الأعلى عن الأسفل. وفى عبارة أخرى أنه خروج الأسنان السفلى مع الحنك الأسفل، وتقاعس الحنك الأعلى، وهو كس وهي كساء، وأنشد صدر هذا البيت. وفى (مادة روق) فسر الروق بأنهم طوال الأسنان، والواحد روق، وأنشد صدر هذا البيت أيضًا.
(٢) فى النسخة الأوربية "أم" مكان "أمر"؛ وهو تحريف لا معنى له.

<<  <  ج: ص:  >  >>