للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا راحوا سِواى "يقول: إذا ذهبوا إلى مكانى (١) " لخشناء الحِجارة، أي لحفرة. وقوله: "كالبعير"، يعني ظهر القبرِ كأنه بعير بارِك.

أخذتَ خفارتى (٢) وضَربتَ وجهى (٣) ... فكيف تُثيبُ بالمَنّ الكثير

يقول: أخذتَ ما أخذتَ وخَفَرْت، أي أخذتَ مالا كثيرا خفرت أهلَه فكيف تثيبنى بمنيّ.


=ابنه خراشُ، فنزل بسيد من ساداتهم، ولم يعرّفه نفسه، ولكنه استضافه، فأنزله وأحسن قراه، فلما تحرم به انتسب له وأخبره خبر أخيه، وسأله معاونته حتى يشتريه، فوعده بذلك، وغدا على القوم مع ذلك الرجل فسألهم فى الأسير أن يهبوه له، فما فعلوا. فقال لهم: فبيعونيه، فقالوا: أما هذا فنعم، فلم يزل يساومهم حتى رضوا بما بذله لهم، فدفع أبو خراش إليهم ابنه خراشا رهينة، وأطلق أخاه عروة ومضيا حتى أخذ أبو خراش فكاك أخيه وعاد به إلى القوم حتى أعطاهم إياه وأخذ ابنه، فبينا أبو خراش ذات يوم فى بيته إذ جاءه عبد له فقال له: إن أخاك عروة جاءنى وأخذ شاة من غنمك فذبحها ولطمنى لما منعته منها. فقال له: دعه. فلما كان بعد أيام عاد فقال له: قد أخذ أخرى فذبحها. فقال: دعه. فلما أمسى قال له: إن أخاك اجتمع مع شرب من قومه، فلما انتشى جاء إلينا وأخذ ناقة من إبلك لينحرها لهم، فعالجته فوثب أبو خراش إليه فوجده قد أخذ الناقة لينحرها، فطردها أبو خراش، فوثب أخوه عروة إليه فلطم وجهه وأخذ الناقة فعقرها وانصرف أبو خراش، فلما كان من غد لامه قومه وقالوا له: بئست لعمر الله المكافأة كانت منك لأخيك، رهن ابنه فيك وفداك بماله ففعلت به ما فعلت، فجاء عروة يعتذر إليه، فقال أبو خراش هذه القصيدة.
(١) كذا وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين فى الأصل، وهى لا تؤدى المعنى الذى أراده الشاعر من قوله: "إذا راحوا سواى" كما هو ظاهر؛ والمعنى الذى أراده الشاعر من البيت واضح.
(٢) الحفرة والحفارة (بضم الخاء فيهما) والخفارة والخفارة بفتح الخاء فى الأولى وكسرها فى الثانية: الأمان والذمة.
(٣) فى الأغانى ج ٢١ ترجمة أبي خراش "ولطمت عينى" مكان "وضربت وجهى".

<<  <  ج: ص:  >  >>