للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَمهلتُ، أي نهيتُه في مُهْلة قبل أن يأزِف أمره أي جعلتُ له مُهْلة ولم أَجُدْ بنفسه، وكان نهاه أن يهاجِرَ. وقوله: إمّا يعصينّك خالد، أي عصاك خالد.

وأمهلتُ في إخوانِه فكأنّما ... يُسمَّع بالنَّهْي النَّعمامُ الشَّواردُ

وأَمهلُ في أصحابه الّذين معه، فكأنمّا أَسمعتُ النهيَ الذي نهيتُ نعاما شُرَّدا، والنعام موصوف بأنه لا يَسمَع، قال الشاعر [وهو علقمة]:

* أصَمّ لا يَسمَع الأصواتَ مَصْلومُ *

فقلتُ له لا المرءُ مالِكُ نفسِه ... ولا هو في جِذْمَ العَشيرةِ عائدُ

يقول: المرءُ لا يَملِك أمرَه. قد عزم على الذَّهاب، وإذا ذهب لم يقدِر على الرجوع. يقول: لا يعود من سفره.

أَسَيْتُ على جِذْمِ العَشيرةِ أصبحتْ ... تُقَوَّرُ منها حافَةٌ وطَرائدُ

أَسَيْتْ: حَزِنْت. والجِذْم: الأصل. وأصبحتْ تُقَوَّرُ نها حافة: أي تُقطَّع منها قِطعَةٌ فتذهب كما يُقَوَّر الأديم. وطرائد: أتباع. ويقال: أسَىَ إذا داوَى وأصلَح".

فوالله لا يَبقَى على حَدَثانه ... طريدٌ بأوطانِ العَلايةَ فارِدُ

العَلاية: مكان. والفارِد: الممتلئ من الحمير.

مِن الصُّحْم مِيفاءُ الحزُونِ كأنّه ... إذا اهتاج في وجهٍ من الصبحِ ناشِدُ

مِيفاء الحزوُن: مِشْراف. إذا اهتاج: إذا ثار في أوّل الصبح كأنّه ناشِدٌ يَطلُب شيئًا ضَلَّ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>