للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالزَّمْهَرير إذا يُشَبّ (١) يُميتهُم ... بالبَرْد في طُرُق لهمْ وفنونِ

فترى البلادَ كأنّها قد حُرّقتْ ... بالنار والتَهبتْ بكلّ وَجينِ

الوَجين: المكان الغليظ من الأرض.

وأبو العيال أخى فمن يَعرِض له ... منكم بسُوءٍ يؤْذنى ويَسونى

إنّى وجدتُ أبا العيال وعِزَّه ... كالِحصْن لُزَّ بجَنْدَلٍ مَوْضونِ

يقول: كأنه حصنٌ لك، إذا عُذْتَ به كأنك دخلتَ حِصْنا. وقوله: بجَنْدَل مَوْضون، كأنه نُسِج نَسْجا ضُفِر ضَفْرا فهو أصلب له. ووَضِينُ الرَّحل منسوجٌ نسجا. وبعض العرب يسمّيه السَّفيف (٢) يراه قد سُفّ.

أعيا المجانيقَ الدّواهِي دونَه ... وتركنه وأبَرَّ بالتحصين

قال: يقول: هذا الحصنُ لا تُطيقه المَجانيق من صلابته وشدّته. وقوله: أبرّ بالتحصين، أي غَلب بالتحصين. كأنه حِصْن له مَنَعة.

أسدٌ تَفَرّ الأُسْد من عُرَوائه ... بَعوارض الرّجّاز أو بعُيونِ


(١) عبارة السكرى: يشب أي يشتد، وروايته للشطر الأخير من هذا البيت:
* بالبرد فى طرق لها وفنون *
وفسره فقال: لها أي للفلاة. وفنون: تشتعب من طرقها.
(٢) فى اللسان: السفة ما يسف من الخوص كالزنبيل ونحوه، أي ينسج.

<<  <  ج: ص:  >  >>