للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه الحرب يقول جُنادةُ (١) بنُ عامر أحد بني الدَّرْعاء، والدَّرْعاء (٢): حيٌّ من عَدْوان ابن فهم بنِ عَمْرو بن قيس عيلان، واسم عَدْوان الحارث، وخلفهم في بنى سَهْم بن معاوية فيِ تميم بن سعد بن هُذَيل:

لعَمْرُكَ ماونَى ابنُ أبى أُنَيْسٍ ... وما خامَ القِتالَ وما أَضاعَا

قال أبو سعيد: قولهُ: خامَ القتال، أي عَدَل عنه.

رَمىَ بقِرانِها حتّى إذا ما ... أتاه قِرْنُه بَذَلْ المِصاعا

قوله: رَمَى بقِرانها، يعني نَبْلا. والقِران: المستوية. يقول: لمّا أنفَدها قاتَلَ بَسيْفِه. والمِصاع: القتال بالسيف.

بذى رُبَدٍ تَخالُ الأَثْرَ فيه ... طريقَ غرانِقٍ خاضت نِقاعا

رُبَد: آثارٌ فيه تَلمَع سَوادا، وإنّما يصف سيفا. وأَثْرهُ: فِرِنْدُه، وهو الّذي تراه كأنّه مَدَبّ نَمْل. فيقول: تَحسَب هذا الأَثْرَ الّذي في مَتْن هذا السيف طَريق غَرانِق، وهي طيرٌ. خاضت نِقاعا. يقول: كأنها خاضتْ في طينٍ فتُرَى أثارُ أرجُلِها. فشبّه فِرِنْدَ السيف بآثارها. وواحدُ الغَرانِق غُرْنَيْق (٣).


(١) لم يرد في السكرى ولا في البقية ذكر لجنادة بن عامر هذا.
(٢) في الأصل "الدرغاء" بالغين المعجمة، وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا نقلا عن شرح القاموس فقد ورد فيه عن ابن دريد أن في الدرعاء بالفتح مع المد قبيلة من العرب، وتبعه ابن سيده في (المحكم) وهم حيّ من عدوان بن عمرو، وهم حلفاء في بني سهم من بنى هذيل. وقال ابن منظور: رأيت في حاشية نسخة من حواشى ابن بري الموثوق بها ما صورته: الذي فى النسخة الصحيحة من أشعار الهذليين الذرعاء على وزن فعلاء، وكذلك حكاه ابن التولمية في المقصور والممدود بذال معجمة في أوّله. قال صاحب التاج: وأظن ابن سيده تبع في ذكره هنا ابن دريد (اهـ ملخصا).
(٣) الغرنيق (بضم الغين وفتح النون): طائر أبيض، وقيل: هو طائر أسود من طير الماء طويل العنق.

<<  <  ج: ص:  >  >>