للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبِيضٍ كالسّلاجِمِ مُرهَفاتٍ ... كأنّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعيجُ (١)

بِيض: يعني نَبلا. والمعنى على النِّصال. مُرهفات: مرقفات. والسَّلاجِم: الطِّوالَ. الظُّبات: حَدُّها. عُقر بَعيج: العُقر أصل النَّار.

أَحاطَ الناجِشانِ بها فجاءتْ ... مكاناً لا تَروغُ ولا تَعُوجُ (٢)

نَجَشاها فَثارت. والناجِشان: الصائدان، يَنجُشان: يَحُوشان. ومكاناً: إلى مكانٍ لا تستطيع أن تروغ ولا أن تَعُوج، أي وقعتْ بين جبلين لم يزالا يَحُوشانها حتي لجأتْ إلى هذا المكان.

فراغتْ فالتمسْتُ به حَشاها ... وخّرَّ (٣) كأنّه خُوطٌ مَريجُ


(١) البعج: الشق، يقال: بعج بطنه بالسكين إذا شقها وخضخضها فيه. قال الهذلى: "كأن ظباتها عقر بعيج" شبه ظبات النصال بنار جمر سخى فظهرت حمرته، يقال: اسخ النار أي افتح عينها؛ وقد أورد السكرى هذا البيت وقال في شرحه ما نصه: يريد وبيض سلاجم، والكاف زائدة، يريد النصال، وكان معناه أنها تشبه السلاجم. والسلاجم: الطوال، واحدها سلجم، أي أن هذه النصال على قدر من الطول جيد. والمرهف: المرقق المحدّد. والظبة: حدّ السهم. والعقر: الجمر. والجمرة عقرة، وعقر النار معظمها، وأصلها في لغة أهل الحجاز ونجد؛ وقد جاء في السكرى بعد هذا البيت بيت آخر لم يرد في الأصل وهو:
وصفراء البراية فرع نبع ... تضمها الشرائع والنهوج
وشرحه فقال: الفرع ما كان من قضيب واحد. والنهوج: مطلع الصخرة الذي طلعت منه. والشرائع: حيث يصلون إليها منه، أو مكان ينبت فيه شجر القسيّ. والبراية ما برى من القوس.
(٢) الناجشان: اللذان يحوشان، وهما صائدان. وتعوج: تعطف. ويروى "أطاف الناجشان". (السكري ملخصا).
(٣) في رواية "فخر". وشرح السكرى هذا البيت فقال: راغت: خنست يعني البقرة، و"به" أي بالسهم الذي وصفه كمتن الذئب. راغت: حادت عنه. والحشا: حشوة الجوف، كأن السهم خوط أي غصن أو قضيب. مريج: قد طرح وترك، ويقال: مريج أي قلق، يقال: مرج الخاتم في يدى. والتمست: قصدت. وخرّ: سقط. (اهـ ملخصا).

<<  <  ج: ص:  >  >>