للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذُكِر عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى أنه قال: في بعض الكتب الإلهية (١): "لست أسكن البيوت، ولا تَسَعُني، وأيُّ بيت يسعني والسمواتُ حشو كُرْسِيِّي؟ ولكن أنا في قلب المؤمن (٢) الوادع التارك لكل شيء سواي" (٣).

وهذا معنى الأثر الآخر: "ما وسعتني سمواتي ولا أرضي، ووسعني قلب عبدي المؤمن" (٤).

وقلبٌ فيه توحيد الله تعالى ومعرفته ومحبته، والإيمان به والتصديق بوعده ووعيده، وفيه شهوات النفس وأخلاقها، ودواعي الهوى والطبع.

وقلبٌ بين هذين الداعيين، فمرة يميل بقلبه داعي الإيمان والمعرفة، والمحبة لله تعالى وإرادته وحده، ومرة يميل بقلبه داعي الهوى والشيطان والطِّباع، فهذا القلب للشيطان فيه مطمع، وله منه منازلات ووقائع، ويُعْطِي الله النصر لمن يشاء ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ


(١) "في بعض الكتب الإلهية" من (ح) و (م) و (ق).
(٢) "المؤمن" من (م)، وهي في رواية "الزهد" لأحمد.
(٣) أخرجه أحمد في "الزهد" (٨١)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٢٤)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٢/ ٤٢٩ - ٤٣٠).
(٤) قال شيخ الإسلام ابن تيمية -كما في "مجموع الفتاوى" (١٨/ ١٢٢، ٣٧٦) -: "هذا مذكور في الإسرائيليات، ليس له إسناد معروف عن النبي ".
وقال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (٢/ ٧١٣): "لم أر له أصلًا".
وأورده الديلميُّ في "الفردوس" (٣/ ٢١٣) عن أنسٍ، ولم يسنده ابنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>