للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحقيقة لفظ الاستهتار: الإكثار من الشيء، والولوع به، حقًّا كان أو باطلًا، وغلب في عُرفِ الناس (١) استعماله على المُبْطِل، حتى إذا قيل: فلان مُسْتَهْتَر، لا يُفْهَم منه إلا الباطل. وإنما إذا قُيِّد بشيءٍ تقيَّدَ به، نحو: هو مُسْتَهْتَر، أو قد أُهْتِرَ في ذكر الله تعالى؛ أي: أُولِع به وأُغْرِيَ به.

ويقال: استُهْتِرَ فيه وَبِه.

وتفسير هذا في الأثر الآخر: "أكْثِرُوا ذِكْرَ الله تعالى حتى يُقال: مجْنُونٌ" (٢).

الثالثة والستون: أن الذكر سببٌ لتصديق الرب ﷿ عبدَه، فإنه خَبَرٌ (٣) عن الله تعالى بأوصاف كماله ونعوت جلاله، فإذا أخبر بها العبد صدَّقه ربُّه، ومن صدَّقه الله تعالى لم يُحْشَرْ مع الكاذبين، ورُجِيَ له أن يُحْشَر مع الصادقين.

روى أبو إسحاق عن الأغَرِّ أبي مسلم، أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على رسول الله أنه قال: "إذا قال العَبْدُ: لا إله إلا الله والله أكبر، قال: يقول الله : صَدَقَ عَبْدِي. لا إله إلا أنا، وأنَا أكْبَرُ. وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا وَحْدي. وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال: صدق عبدي، لا إله إلّا أنا، ولا شريك لي. وإذا قال: لا


(١) "في عُرفِ الناس" من (م) فقط.
(٢) تقدم تخريجه (ص: ٩٣).
(٣) (ح): "اخبر".

<<  <  ج: ص:  >  >>