للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذاكرُ لله ﷿ في سائر البقاع يَكْثُرُ شهوده (١)، ولعلهم أو أكثرهم أن يقبلوا يوم قيام الأشهاد (٢)، وأداء الشهادات، فيفرح ويغتبط بشهادتهم.

الثانية والسبعون: أن في الاشتغال بالذكر اشتغالًا عن الكلام الباطل من الغيبة، والنميمة، واللغو، ومدح الناس، وذَمِّهم، وغير ذلك، فإن اللسان لا يسكت ألبتة؛ فإما لسانٌ ذاكرٌ، وإمَّا لِسَانٌ لاغٍ، ولابد من أحدهما.

فهي النفسُ إن لم تَشْغَلْها بالحق وإلا شَغَلَتْكَ بالباطل، وهو القلب إنْ لم تَسْكُنه محبةُ الله ﷿، سَكَنَتْهُ محبة المخلوقين ولابُدّ، وهو اللسان إنْ لم تشغله بالذكر شغلك باللغو، وهو عليك ولابُدّ، فاختر لنفسك إحدى الخُطَّتين، وأَنْزِلْها في إحدى المنزلتين.

الثالثة والسبعون: وهي التي بدأنا بذكرها، وأشرنا إليها إشارة (٣)، فنذكرها هاهنا مبسوطةً لعظيم الفائدة بها، وحاجة كل أحدٍ، بل ضرورتُه


= الأوّل: "حسن غريب"، وفي الموضع الثاني: "حسن صحيح" ..
وصححه ابن حبان (٧٣٦٠)، والحاكم (٢/ ٢٥٦، ٥٣٢) فتعقبه الذهبيُّ فى الموضع الثاني بقوله: "قلتُ: يحيى هذا منكر الحديث، قاله البخاري".
(١) (ح) و (ق): "مكثر شهوده".
(٢) كذا في (ت) و (م) و (ق)، وفي (ح): "يقبلوا يوم القيامة قيام الأشهاد. . ."، أي: يقبلوا الشهادة له، وفي بعض مطبوعات الكتاب: "يقبلوه يوم القيامة يوم قيام الأشهاد"، والمعنى على كلٍّ ظاهر.
(٣) "وأشرنا إليها إشارة" من (ح) و (ق)، وفي (م): "وأشرنا إليها".

<<  <  ج: ص:  >  >>