للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسك" (١).

ثم ذكر كلام الشُّرّاح في معنى طِيبه، وتأويلَهم إياه بالثناء على الصائم والرضى بفعله (٢)، على عادة كثير منهم بالتأويل من غير ضرورة، حتى كأنه قد بُورِكَ له فيه (٣)، فهو مُوَكَّلٌ به!.

وأيُّ ضرورة تدعو (٤) إلى تأويل كونه أطيب عند الله من ريح المسك بالثناء على فاعله والرضى بفعله، وإخراج اللفظ عن حقيقته؟!

وكثيرٌ من هؤلاء يُنْشِئ للّفظ معنى، ثم يدَّعي إرادة ذلك المعنى بلفظِ النصّ، من غير نظرٍ منه إلى استعمال ذلك اللفظ في المعنى الذي عَيَّنه، أو احتمالِ اللغة له.


(١) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٧/ ٢١١)، و"فضائل الأوقات" (٣٦)، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (١٩)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (١٨٢٠) بإسنادٍ ضعيف.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (٢/ ٢٠): "إسناده مقارب، أصلح ممّا قبله".
وقال الدمياطي في "المتجر الرابح" (٣٤٩): "إسناده لا بأس به إن شاء الله".
ورواه أبو بكر السمعانيُّ في "أماليه" -ولم أقف على إسناده- وقال: "هذا حديث حسن"، كما في "المجموع" للنووي (١/ ٣٣١).
(٢) انظر: "أعلام الحديث" للخطابي (٢/ ٩٤٠)، و"شرح السنة" للبغوي (٦/ ٢٢٢)، ورسالة "بيان صحّة الفتاوى التي صدرت من الشيخ ابن الصلاح" (١/ ١٠٥ - ١٠٦ ضمن فتاوى ومسائل ابن الصلاح).
(٣) "له" من (م) و (ق)، والضمير يعود إلى الكثير من الشُّراح. وقوله: "فيه" أي: في التأويل من غير ضرورة.
(٤) "تدعو" من (ح) و (م) و (ق).

<<  <  ج: ص:  >  >>