للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوعها مِنْ أهم ما ينبغي أن يُفَتِّشَ عليه العبد، ويحرص على علمه (١)، ويحذره.

وقد جاء في أثرٍ معروف: "إن العبد ليعمل العمل سرًّا لله لا يطَّلع عليه أحد إلا الله تعالى، فيتحدث به، فينتقل من ديوان السِّرِّ إلى ديوان العلانية، ثم يصير في ذلك الديوان على حسب العلانية" (٢)؛ فإن تحدَّث به للسمعة وطلب الجاه والمنزلة عند غير الله تعالى (٣) أبطله، كما لو فعله لذلك.

فإن قيل: فإذا تاب هذا هل يعود إليه ثواب العمل؟

قيل: إنْ كان قد عمله لغير الله تعالى، وأوقعه بهذه النية، فإنه لا ينقلب صالحًا بالتوبة؛ بَلْ حَسْبُ التوبة أن تمحو عنه عقابه، فيصير لا له ولا عليه.

وأما إنْ عمله لله تعالى خالصًا، ثم عرض له عُجْبٌ أو رياء، أو تحدَّث به، ثم تاب من بعد ذلك وندم، فهذا قد يعود له ثواب عمله ولا يحبط. وقد يقال: إنه لا يعود إليه، بل يستأنف العمل.


(١) (ح): "عمله"، وكان في (م): "عمله" فضرب عليها وجعلها "علمه".
(٢) جاء بمعناه من حديث أبي الدرداء مرفوعًا عند البيهقي في "الشُّعب" (١٢/ ١٨٥ - ١٨٦) ولا يصحّ، وقد بيّن البيهقيُّ علّته.
ومن حديث أنس عند الخطيب في "تاريخ بغداد" (٦/ ٦٣ - ٦٤) بإسنادٍ ضعيفٍ جدًّا، وضعفه العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (١/ ١٦٦).
(٣) (ت) و (م): "عند الناس".

<<  <  ج: ص:  >  >>