للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل

وقوله: "وأمركم بالصدقة؛ فإن مَثَل ذلك مَثَل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه وقدَّموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم".

هذا أيضًا من الكلام الذي برهانُه وجودُه، ودليلُه وقوعُه، فإن للصدقة تأثيرًا (١) عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر؛ فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهلُ الأرضِ كلُّهم مُقِرُّون به؛ لأنهم قد (٢) جرَّبوه.

وقد روى الترمذي في "جامعه" من حديث أنس بن مالك أن النبي قال: "إن الصدقة تُطفئ غضب الرَّبِّ، وتدفع مِيتة السوء" (٣).


(١) (ت): "برهانًا".
(٢) "قد" من (م).
(٣) أخرجه الترمذي (٦٦٤)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ٩٤)، والبغوي في "شرح السنة" (٦/ ١٣٣) وغيرهم.
قال الترمذي: "حسن غريب من هذا الوجه"، وصحّحه ابن حبان (٣٣٠٩)، وأخرجه الضياء في "المختارة" (١٨٤٧، ١٨٤٨).
وفي إسناده: "عبد الله بن عيسى الخزّاز"، وهو ضعيف، وقد تفرّد به، وأورد ابن عديّ حديثه هذا في "الكامل" (٤/ ٢٥١ - ٢٥٢) في ترجمته.
وللحديث شواهد.
انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (١/ ٦٧٩)، و"فتح الوهاب بتخريج =

<<  <  ج: ص:  >  >>