للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه يقوده إلى الهلاك (١).

ومعنى الفُرُط قد فُسِّر بالتضييع (٢)، أي: أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به، وبه رشده وفلاحه ضائعٌ قد فَرَّطَ فيه.

وفُسِّر بالإسراف (٣)، أي: قد أفرط، وفُسِّر بِالهلاك (٤). وفُسِّر بالخلاف للحق (٥). وكلها أقوال متقاربة.

والمقصودُ أن الله نهى عن طاعةِ مَنْ جَمَع هذه الصفات، فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه؛ فإن وجده كذلك فَلْيُبْعِدْ عنه، وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله تعالى واتباع السنة، وأمره غير مفروط عليه، بل هو حازم في أمره = فليتمسّك بِغَرْزِه.

ولا فرق بين الحي والميت إلا بالذكر، فمثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت.

وفي "المسند" مرفوعًا: "أكثِروا ذِكْر اللهِ تعالى حتى يُقَال: مَجْنون" (٦).


(١) من قوله: "لم يقتد به" إلى هنا، من (م).
(٢) أخرجه الطبريّ (١٨/ ٨) عن مجاهد.
(٣) نسبه البغوي في "تفسيره" (٥/ ١٦٧) إلى مقاتل بن حيّان.
(٤) أخرجه الطبري (١٨/ ٩) عن خبّاب بن الأرتّ ، ووردت الكلمة في (ح) و (ق): "بالإهلاك".
(٥) أخرجه الطبري (١٨/ ٩) عن ابن زيد.
(٦) "مسند أحمد" (٤/ ١٧٣).
وهو من رواية درّاج بن سمعان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدريّ =

<<  <  ج: ص:  >  >>