للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه أربعة مواضع ذكر الله تعالى فيها أنه يَجْزِي المحسن بإحسانه جزائين: جزاءً في الدنيا، وجزاءً في الآخرة. فالإحسانُ له جزاءٌ مُعَجَّلٌ ولابُدّ، والإساءة لها جزاءٌ مُعَجَّلٌ ولابُدّ.

ولو لم يكن إلا ما يُجَازى به المُحْسِنُ (١): من انشراح صدره، وانفساح قلبه، وسروره، ولذته بمعاملة ربه ﷿، وطاعته، وذكره، ونعيم روحه بمحبته وذكره، وفرحه بربه أعظم مما يفرح القريب من السلطان الكريم عليه بسلطانه.

وما يُجَازى به المسيء: مِنْ ضيق الصدر، وقسوة القلب، وتَشَتُّتِه، وظُلْمَتِه، وحزازاته (٢)، وغمه، وهمه، وحزنه، وخوفه، وهذا أمر لا يكاد من له أدنى حِسٍّ وحياة يرتابُ فيه، بل الغموم والهموم والأحزان والضيق (٣) عقوباتٌ عاجلة، ونارٌ دنيوية، وجهنَّمُ حاضرةٌ.

والإقبالُ على الله تعالى، والإنابة إليه، والرضى به وعنه (٤)، وامتلاء القلب من محبته، واللَّهج بذكره، والفرح والسرور بمعرفته = ثوابٌ عاجل، وجَنَّةٌ حاضرة، وعَيْشٌ لا نسبة لعيش الملوك إليه ألبتة.


(١) (ت) و (م): "المحسنين"، والضمائر بعده بصيغة الجمع.
(٢) "وحزازاته" من (ح) و (ق).
(٣) "والضيق" من (ح) و (م) و (ق).
(٤) (ت) و (ح): "والرضى عنه".

<<  <  ج: ص:  >  >>