للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسأل ربه أن يجعل النور في ذاته الظاهرة والباطنة، وأن يجعله محيطًا به من جميع جهاته، وأن يجعل ذاته وجُمْلَته نورًا.

فدينُ الله ﷿ نورٌ، وكتابه نورٌ، وداره التي أعدها لأوليائه نورٌ يتلألأ، وهو نور السموات والأرض، ومن أسمائه النور، والظلماتُ أشرقت (١) لنور وجهه.

وفي دعاء النبي يوم الطائف: "أعوذ بِنُورِ وَجْهِك الذي أشْرَقَتْ له الظُّلمات، وصَلَح عليه أمْرُ الدنيا والآخرة = أنْ يَحِلَّ عليَّ غَضَبُك، أو يَنْزِلَ بي سَخَطُك، لك العُتْبى حتى تَرْضى، ولا حول ولا قوة إلّا بك" (٢).


(١) (ح): "وأشرقت الظلمات".
(٢) أخرجه الطبراني في "الكبير" (٧٣ - قطعة من الأجزاء المفقودة)، و"الدعاء" (٢/ ١٢٨٠) -ومن طريقه أبو زكريّا بن منده في "جزء فيه ذكر أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني. . ." (٢٥/ ٣٤٦ - ملحق بالمعجم الكبير)، والضياء في "المختارة" (٩/ ١٨١) -، وابن عدي في "الكامل" (٦/ ١١١) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٩/ ١٥١) -، كلهم من طريق أبي صالح الرسعني القاسم بن الليث عن محمد بن صفوان عن وهب بن جرير عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر .
وهذا إسناد حسن، وعنعنة ابن إسحاق لا تضرّ هاهنا؛ فإن حديثه هذا من أخبار المغازي والسِّيَر التي عَظُمت عنايته بها، وقَبِلها منه الأئمة، ولا نكارة في إسناده ولا في متنه (وانظر: "الردّ على الجهميّة" لابن منده: ٩٩).
وقد صحّحه الضياء المقدسي بإيراده إياه في "الأحاديث المختارة".
وقال ابن عديّ: "حديث أبي صالح الرّسعني لم نسمع أن أحدًا حدّث بهذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>