للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا- أقلامٌ، والبحر وراءه سبعة أبحر تمدُّه من بعده مِدادٌ، فكُتِبَ بتلك الأقلام وذلك المداد، لفنيت الأقلام ونفد المداد، ولم تنفد كلمات الخالق (١).

وكيف تَفْنَى كلماتُه وهي لا بداية لها ولا نهاية؟! والمخلوق له بداية ونهاية، فهو أحق بالفناء والنَّفاد، وكيف يُفْنِي المخلوقُ غيرَ المخلوق؟!

هو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء.

، أحقُّ من ذُكِر، وأحقُّ من عُبِد، وأحقُّ من حُمِد، وأولى من شُكِر، وأنصَرُ من ابْتُغِي، وأرأفُ من مَلَك، وأجودُ من سُئِل، وأعْفَى من قَدِر، وأكرم من قُصِد، وأعدل من انْتَقَم.

حكمُه بعد علمه، وعفوُه بعد قدرته، ومغفرتُه عن عِزَّته، ومَنْعُه عن حِكمته، وموالاتُه عن إحسانه ورحمته.

ما لِلْعِبَادِ عَلَيْهِ حَقُّ واجِبٌ … كَلَّا ولا سَعْيٌ لَدَيْهِ ضائِعُ

إنْ عُذِّبُوا فَبِعَدْلِهِ، أوْ نُعِّمُوا … فَبِفَضْلِهِ، وهو الكريمُ الواسِعُ (٢)


(١) (ت) و (م): "كلماته سبحانه"، وفي (ق): "كلماته ".
(٢) البيتان ذكرهما المصنّف في كتبه:
"مدارج السالكين" (٢/ ٣٣٩)، و"أقسام القرآن" (١/ ١٣٢)، و"بدائع الفوائد" (٢/ ٣٩٠)، و"طريق الهجرتين" (٤٧٠). =

<<  <  ج: ص:  >  >>