للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرًا؛ فإذا ذكرتني كثيرًا فقد شكرتني كثيرًا، وإذا نسيتني فقد كفرتني" (١).

وقد ذكر البيهقي -أيضًا- في كتاب (٢) "شعب الإيمان" عن عبد الله بن سلام قال: قال موسى : يا رب، ما الشكر الذي ينبغي لك؟ فأوحى الله تعالى إليه أن لا يزال لسانك رطبًا من ذكري. قال: يا رب إني أكون على حالٍ أُجِلُّك أن أذكرك فيها. قال: وما هي؟ قال: أكون جنبًا، أو على الغائط، وإذا بُلْتُ. فقال: وإن كان. قال: يا رب، فما أقول؟ قال: تقول: "سبحانك وبحمدك، وجنبني الأذى، وسبحانك وبحمدك، فقني الأذى" (٣).

قلتُ: قالت عائشة: "كان رسول الله يذكر الله تعالى على كل أحيانه" (٤). ولم تستثن حالة من حالة، وهذا يدل على أنه كان يذكر ربه تعالى في حال طهارته وجنابته.


(١) "شعب الإيمان" (٢/ ٥٧٤)، و (٨/ ٣٦٨).
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنّف" (١٣/ ٢١٢) بنحوه، وابنُ المبارك في "الزهد" (٣٣٠) مختصرًا، ومن طريقه ابن أبي الدّنيا في "الشكر" (١٨ برقم ٣٩).
(٢) "كتاب" من (م) فقط، و"أيضًا" من (ح) و (ق).
(٣) "شعب الإيمان" (٢/ ٥٩١).
(٤) أخرجه مسلم (٣٧٣).
وصححه البخاري، كما في "العلل الكبير" للترمذي (٣٦٠ - ترتيبه).
وأعلّه أبو زرعة الرازي كما في "العلل" لابن أبي حاتم (١/ ٥١).
وانظر: "علل الدارقطني" (٥/ ق ٥٠/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>