للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عبد الله بن أبي الهذيل: "إن الله تعالى ليُحِبُّ أن يُذكَرَ في السُّوقِ، ويحبُّ أن يذكرَ على كُلِّ حالٍ، إلَّا على الخَلاء" (١).

ويكفي في هذه الحال استشعارُ الحياء، والمراقبة، والنِّعمةِ عليه في هذه الحالة، وهي من أجلِّ الذكر، فذِكْرُ كلِّ حالٍ بحسب ما يليق بها، واللائقُ بهذه الحال التَّقَنُّعُ بثوب الحياء من الله تعالى، وإجلالُه، وذِكرُ نعمته عليه، وإحسانِه إليه في إخراج هذا العَدُوِّ المؤذي له الذي لو بقي فيه لقتله، فالنعمة في تيسير خروجه كالنعمة في التغذِّي به.

وكان علي بن أبي طالب إذا خرج من الخلاء مسح بطنه، وقال: يا لَها نِعْمَة لو يعلمُ النَّاسُ قدرَها! (٢).

وكان بعض السلف يقول: الحمد لله الذي أذاقني لَذَّتَه، وأبقى فِيَّ منفعته، وأذهب عني مَضَرَّتَهُ (٣).


= "الذي أرى أن يُذكَر الله على كلّ حال، على الكنيف وغيره، على هذا الحديث".
وانظر: "مستخرج أبي عوانة" (١/ ١٢٦ - ١٢٧)، و"البيان والتحصيل" لابن رشد (٢/ ١٠٠ - ١٠١)، و"تفسير القرطبي" (٤/ ٣١١).
(١) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٣٥٩)، وأخرج البيهقيُّ في "الشعب" (٢/ ٤٦٢) بعضه.
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (١٣)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٨/ ٣٩٨ - ٣٩٩) بإسنادٍ ضعيف جدًّا.
(٣) أخرجه الطبراني في "الدّعاء" (٢/ ٩٦٧) من حديث عبد الله بن عمر مرفوعًا بإسنادٍ فيه ضعفٌ وانقطاع، كما قال ابن حجر في "نتائج =

<<  <  ج: ص:  >  >>