للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة والسلام، فقالوا: ﴿أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (٤١) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٢)[الشعراء: ٤١ - ٤٢]، أي: أجْمَعُ لكم بين الأجر والمنزلة عندي والقرب مني.

فالعمال عَمِلوا على الأجور، والعارفون عَمِلوا على المراتب والمنزلة والزلفى عند الله، وأعمالُ هؤلاء القلبية أكثر من أعمال أولئك، وأعمال أولئك البدنية قد تكون أكثر من أعمال هؤلاء.

وذكر البيهقي عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله تعالى قال: قال موسى : يا رب، أيُّ خلقك أكرم عليك؟ قال: الذي لا يزال لسانه رطبًا بذكري. قال: يا رب، أيُّ خلقك أعلم؟ قال: الذي يلتمس إلى علمه علم غيره. قال: يا رب، أيُّ خلقك أعدل؟ قال: الذي يقضي على نفسه مثل ما يقضي على الناس. قال: يا رب، أيُّ خلقك أعظم ذنبًا؟ قال: الذي يتَّهِمُني. قال: يا رب، وهل يَتَّهِمُك أحد؟ قال: الذي يستخيرني ولا يَرْضَى بقضائي (١).

وذَكَر أيضًا عن ابن عباس قال: لمّا وفد موسى إلى طور سيناء قال: يا رَبِّ، أيُّ عِبادكَ أحَبُّ إليك؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني (٢).


(١) "شعب الإيمان" (٢/ ٥٧٦ - ٥٧٧).
(٢) "شعب الإيمان" (٢/ ٥٧٥ - ٥٧٦).
وأخرجه بنحوه الطبريُّ في "التفسير" (١٨/ ٦٣)، و"التاريخ" (١/ ٣٧١)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>