للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن مجاهد قال: خَدِرَتْ رِجْلُ رَجُلٍ عند ابن عباس ، فقال: اذكر أحب الناس إليك، فقال: محمد ، فذهب خَدَرُه (١).


= خَدَرُها. ووردت الإشارة إليها كثيرًا في أشعارهم.
انظر: "الأغاني" (٧/ ٣٨، ٨/ ١٢٧، ٩/ ١٨٧، ٢٣/ ٣٨٩ ط الثقافة)، و"صبح الأعشى" (١/ ٤٦٣ - ٤٦٤)، و"بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب" للآلوسي (٢/ ٣٢٠ - ٣٢١) وغيرها.
وقيل في تفسير ذلك: إنّ ذِكْرَ المرء لمحبوبه يُحَرِّكُ الحرارة الغريزيَّة في بدنه، ويُنْعِشُها؛ فتتحرّك أعصاب رجله، فيذهب خَدَرُها.
انظر: "شرح الشفاء" للخفاجي (٣/ ٣٥٥).
وليس ذلك من الاستغاثة والطّلب في شيءٍ كما ترى.
وانظر: تعليق الشيخ العلّامة محمد بهجة الأثري على "بلوغ الأرب" للآلوسي، و"الردّ على شبهات المستغيثين بغير الله" لابن عيسى (٩٥ - ٩٦)، و"هذه مفاهيمنا" للشيخ صالح آل الشيخ (٤٤ - ٤٧)، و"فرقة الأحباش" للدكتور سعد الشهراني (١/ ٢٩٥ - ٣٠٠).
وهذا التقرير أحسن ممّا ورد في "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" (٢/ ٣/ ١٩٩).
ولما تقدَّم؛ فلا أرى وجهًا لإيراد هذا الباب في كتب الأذكار، وسياقه ضمن أبواب الأدعية والأوراد التي تُقال على جهة التعبُّد. والمصنفُ رحمه الله تعالى تابَع في إيراده "الكلم الطيب"، وهو تبع "الأذكار" للنووي.
وقد تعلَّق بذلك بعض المبتدعة، كشأنهم في الإعراضِ عن نصوص الوحي المحكمة الواضحة، والتعلُّقِ بالأخبار والحكايات الواهية.
ومضى بيان معنى الأثر على فرض ثبوته -وهو غير ثابت-، وعدم دلالته على المعنى الذي يذهبون إليه.
(١) أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (١٧٠) بإسنادٍ شديد الضعف.

<<  <  ج: ص:  >  >>