للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المؤمن الضعيف، وفي كُلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ اللهِ وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم (١).

وعن عوف بن مالك أن النبي قضى بين رجلين، فقال المَقْضِيُّ عليه لَمَّا أدبر: حسبنا الله ونعم الوكيل. فقال النبي : "إن الله يلوم على العجز، ولكن عليك بالكَيْسِ، فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل" (٢).

فنهى النبيُّ أن يقول عند جريان القضاء ما يضرُّه ولا ينفعُه، وأَمَرَهُ أن يفعل من الأسباب ما لا غِنَى له عنه، فإن أعجزه القضاء قال: "حسبي الله ونعم الوكيل فإذا قال: "حسبي الله" بعد تعاطي ما أُمِرَ به من الأسباب قالها وهو محمودٌ، فانتفع بالفعل والقول، وإذا عجز وترك الأسباب وقالها؛ قالها وهو مَلُومٌ بترك الأسباب التي اقتضتها حكمة الله ﷿، فلم تنفعْهُ الكلمةُ نَفْعَها لِمَنْ فَعَلَ ما أُمِرَ به (٣).


(١) "صحيح مسلم" (٢٦٦٤).
(٢) أخرجه أبو داود (٣٦٢٧)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٦٢٦)، والطبراني في "الكبير" (١٨/ ٧٥ - ٧٦) وغيرهم بإسنادٍ حسن.
وفي إسناده: "سيف الشامي" الراوي عن عوف بن مالك .
قال النسائي عقب الحديث: "سيف لا أعرفه".
وعرفه العجليّ فقال في "الثقات" (١/ ٤٤٦): "شاميّ تابعيّ ثقة".
وذكره ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٣٣٩)، وابن خلفون في "الثقات" -كما في "إكمال تهذيب الكمال" لمغلطاي (٦/ ١٩٨) -.
(٣) انظر: "زاد المعاد" (٢/ ٣٦٢ - ٣٦٣)، و"التحفة العراقية" (١٠/ ٣١ - مجموع =

<<  <  ج: ص:  >  >>