وأمينِه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، فاتحِ أبواب الهدى، ومخرج الناس من الظلماتِ إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، الذي بعثه للإيمان مناديًا، وإلى الصراط المستقيم هاديًا، وإلى جنات النعيم داعيًا، وبكل معروف آمرًا، وعن كل منكر ناهيًا، فأحيا به القلوب بعد مماتها، وأنارها به بعد ظلماتها، وأَلَّف بينها بعد شَتَاتها، فدعا إلى الله ﷿ على بصيرةٍ من ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وجاهد في الله تعالى حق جهاده، حتى عُبِد الله وحده لا شريك له، وسارت دعوته سَيْرَ الشمس في الأقطار، وبلغ دينه الذي ارتضاه لعماده ما بلغ الليل والنهار، وصلى الله ﷿ وملائكته وجميع خلقه عليه؛ كما عَرَّفَ بالله تعالى ودعا إليه، وسلم تسليمًا.