للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَثَلُ (١) من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه، مثل رجل قد استدعاه السلطان، فأوقفه بين يديه، وأقبل يناديه ويخاطبه، وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يمينًا وشمالًا، أو قد انصرف قلبه عن السلطان فلا يَفْهَمُ ما يخاطبه به؛ لأن قلبه ليس حاضرًا معه، فما ظن هذا الرّجل أن يَفْعَل به السلطان؟!، أفليس أقل المراتب في حقه أن ينصرف من بين يديه ممقوتًا مُبْعَدًا وقد سقط من عينيه؟!، فهذا المصلي لا يستوي والحاضرُ القلبِ، المقبلُ على الله تعالى في صلاته، الذي قد أشعر (٢) قلبَه عظمةَ من هو واقف بين يديه، فامتلأ قلبه من هيبته، وذَلَّتْ عنقه له، واسْتَحْيَى من ربه تعالى أن يقبل على غيره، أو يلتفت عنه. وبين صلاتيهما كما قال حسان بن عطية: "إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة، وإن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض" (٣).

وذلك أن أحدهما مقبل بقلبه على الله ﷿، والآخر ساهٍ غافل.


= وقد أجمعوا على ضعفه". وانظر: "السلسلة الضعيفة" (٢٦٩٤).
وأخرجه البزار (١/ ٢٦٨ - كشف الأستار) من حديث أبي هريرة مرفوعًا بإسناد ضعيف -أيضًا-.
قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٨٠): "فيه إبراهيم الخوزي، وهو ضعيف".
والمحفوظ في هذا هو ما أخرجه العقيليُّ في "الضعفاء" (١/ ٧١)، وعبد الرزاق في "المصنف" (٢/ ٢٥٧)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٢/ ٢٤١) عن عطاء قال: "بلغني أن الربَّ. . ." فذكره.
قال العقيلي: "هذا أولى من حديث إبراهيم".
(١) (ت) و (م) و (ق): "ومثال".
(٢) (ت): "اقشعرّ".
(٣) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٢٤ - زوائد رواية نعيم بن حمّاد).

<<  <  ج: ص:  >  >>