للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما كونه يتأكد عند الانتباه من النوم فلما روى حذيفة قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك» (١) متفق عليه.

ولقول عائشة رضي الله عنها «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرقد من ليل أو نهار فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ» (٢) رواه أحمد وأبو داود.

وأما كونه يتأكد إذا تغيرت رائحة فمه؛ فلأن السواك شُرع في الأصل لتنظيف الفم.

قال: (ويستاك بعود لين ينقي الفم ولا يجرحه ولا يضره ولا يتفتت فيه).

أما كون المتسوك يستاك بعود لين ينقي الفم كالأراك ونحوه فـ «لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يستاك بالأراك» (٣).

وأما كون العود لينًا؛ فلأن اليابس يؤدي إلى جرحه.

وأما كونه لا يجرحه؛ فلأنه إذا كان مما يجرحه أدى لما ينجس فمه فيعود على مقصود السواك بالنقض لأنه شُرع للتنظيف والتنجيس يناقضه.

وأما كونه لا يضره؛ فلأن الضرر منتف شرعًا.

فإن قيل: ما الذي يضره؟

قيل: عود الريحان لأنه قيل يحرك عرق الجذام. والرمان لأنه قيل يضر بلحم الفم.

وأما كونه لا يتفتت باقيه؛ فلأنه إذا تفتت لم يحصل لما على الأسنان ما يزيله (٤) فلا يحصل مقصوده.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (١٠٨٥) ١: ٣٨٢ أبواب التهجد، باب طول القيام في صلاة الليل.
وأخرجه مسلم في صحيحه (٢٥٥) ١: ٢٢٠ كتاب الطهارة، باب السواك.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه (٥٧) ١: ١٥ كتاب الطهارة، باب السواك لمن قام من الليل.
وأخرجه أحمد في مسنده (٢٥٣١٢) ٦: ١٦٠.
(٣) لم أقف عليه هكذا. وقد روى أبو خيرة الصباحي قال: «كنت في الوفد، فزودنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأراك، وقال: استاكوا بهذا».
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٢٣٥) ٨: ٢٨. كتاب الكنى.
(٤) كذا في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>