للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و «لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في سبايا أوطاس: لا توطأ حامل حتى تضع، ولا حائل حتى تحيض حيضة» (١) رواه الإمام أحمد.

جعل وجود الحيض علمًا على براءة الرحم.

ولأنه زمان لا يعتاد فيه الحيض غالبًا فلم يكن ما تراه من الدم حيضًا كالآيسة.

قال الإمام أحمد رحمة الله عليه: إنما يَعرف النساء الحمل بانقطاع الدم.

قال: (وأقل الحيض يوم وليلة. وعنه يوم. وأكثره خمسة عشر يومًا. وعنه سبعة عشر. وغالبه: ست أو سبع).

أما كون أقل الحيض يومًا وليلة على المذهب؛ فلأنه يروى عن علي رضي الله عنه أنه قال: «أقل الحيض يوم وليلة» (٢).

وأما كونه يومًا على روايةٍ؛ فلأن الشرع علق على الحيض أحكامًا ولم يبين قدره فعلم أنه رده إلى العرف كالقبض والحِرز. وقد وجد حيض معتاد يومًا ولم يوجد أقل منه.

قال عطاء: «رأيت من تحيض يومًا، ومن تحيض خمسة عشر يومًا» (٣).

وأما كون أكثره خمسة عشر يومًا على المذهب؛ فلأنه يروى عن علي رضي الله عنه أنه قال: «ما زاد على خمسة عشر فهو استحاضة» (٤).

ولأن في قوله: «تمكث إحداكن شطر عمرها لا تصلي» (٥) رواه البخاري. إشارة إلى هذا.


(١) أخرجه أحمد في مسنده (١١٢٤٤) ٣: ٢٨.
(٢) قال ابن حجر: كأنه يشير إلى ما ذكره البخاري تعليقا (١: ١٢٣ - ١٢٤ كتاب الحيض، باب إذا حاضت في شهر ثلاث حيض) عن علي وشريح: أنهما جوزا ثلاث حيض في شهر. تلخيص الحبير ١: ٣٠٤.
(٣) ذكر البخاري في صحيحه تعليقاً عن عطاء: الحيض يوم إلى خمس عشرة. ١: ١٢٤ كتاب الحيض، باب إذا حاضت في شهر ثلاث حيض ...
(٤) قال ابن حجر: هذا اللفظ لم أجده عن علي، لكنه يخرج من قصة علي وشريح. تلخيص الحبير ١: ٣٠٥. وسوف يأتي ذكر قصة علي وشريح قريبا.
(٥) قال ابن حجر: لا أصل له بهذا اللفظ. تلخيص الحبير ١: ٢٨٧.
وقد أخرج الشيخان قريبا منه. وقد تقدم ذكره ص: خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة ..

<<  <  ج: ص:  >  >>