للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كؤوس الموت دائرة علينا ... وما للمرء بد من نصيب

إلى كم تجعل التسويف دأبا ... أما يكفيك إنذار المشيب؟

أما يكفيك أنك كل حين ... تمرُّ بغير خلٍّ أو حبيب؟

كأنك قد لحقت بهم قريبا ... ولا يغنيك إفراط النحيب

قال سبط ابن الجوزي: وأنشدني الموفق لنفسه:

أبعد بياض الشعر أعمِّر مسكنا ... سوى القبر؟ إني إن فعلت لأحمق

يخبرني شيبي بأني ميت ... وشيكا، وينعاني إلي، فيصدق

تخرق عمري كل يوم وليلة ... فهل مستطيع رَفْق ما يتخرق

كأني بجسمي فوق نعشي ممددا ... فمن ساكت أو معول يتحرق

إذا سئلوا عني أجابوا وأعولوا ... وأدمعهم تنهل: هذا الموفق

وغيبت في صدع من الأرض ضيق ... وأودعت لحدا فوقه الصخر مطبق

ويحثو علي الترب أوثق صاحب ... ويسلمني للقبر من هو مشفق

فيارب كن لي مؤنسا يوم وحشتي ... فإني لما أنزلته لمصدق

وما ضرني إني إلى الله صائر ... ومن هو من أهلي أبر وأرفق

قال أبو شامة: ونقلت من خطه:

لا تجلسن بباب من ... يأبى عليك دخول داره

ويقول حاجاتي إليـ ... ـه يعوقها إن أداره

واتركه واقصد ربها ... تُقضى وربُّ الدار كاره (١)

وفاته:

توفي يوم السبت يوم عيد الفطر سنة عشرين وست مئة، وصُلِّي عليه من الغد. وحمل إلى سفح قاسيون. فدفن به. وكان جمع عظيم لم ير مثله (٢).


(١) ذيل طبقات الحنابلة ٢: ١٤١ - ١٤٢.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة ٢: ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>