للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأدلة:

أدلة أصحاب القول الأول: القائلين بعدم النقض بالمس مطلقاً.

الدليل الأول: حديث قيس بن طلق (١)، عن أبيه (٢) -رضي الله عنه-، قال: قدمنا على نبي الله ^ فجاء رجل كأنه بدوي، فقال: يا نبي الله، ما ترى في مسّ الرجل ذكره بعدما يتوضأ؟ أعليه الوضوء؟ فقال: (هل هو إلا مُضْغة (٣) منه)، أو قال: (بَضْعة (٤) منه) (٥).

وجه الدلالة:

أنه نص صريح في عدم نقضه للوضوء.

نوقش من خمسة أوجه:

الوجه الأول: أنه ضعيف، فلا حجة فيه (٦).

وأجيب عنه:

بأن من أهل العلم من صححه (٧)، بل قال الترمذي (٨): هذا الحديث أحسن شيء في هذا الباب (٩).


(١) هو قيس بن طلق بن علي الحنفي ا ليمامي، تابعي مشهور، أبوه صحابي صدوق، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، انظر ترجمته في: الإصابة (٣/ ٢٦٨) برقم: ٧٣٥٨، تهذيب التهذيب (٨/ ٣٩٨) برقم ٧٠٨.
(٢) هو طلق بن علي بن طلق بن عمرو الحنفي، اليمامي، السحيمي، أبو علي، صحابي مشهور، قال الحافظ: له صحبة ووفادة ورواية. انظر ترجمته في: أسماء الصحابة الرواة: ١٣٨ برقم ١٤٧، الإصابة (٢/ ٢٢٤) برقم ٤٢٨٣، تهذيب التهذيب (٥/ ٣٣) برقم ٥١.
(٣) المُضْغَةُ: القطْعَةُ من اللحم، قَدْرَ ما يُمْضَغُ وجمعها: مُضَغُ، انظر: النهاية (٤/ ٣٣٩)، لسان العرب (٨/ ٤٥١).
(٤) البَضْعة: بفتح الباء أو كسرها وإسكان الضاد، هي القطعة، من اللحم، انظر: النهاية (١/ ١٣٣)، لسان العرب (٨/ ١٢).
(٥) رواه أحمد (٤/ ٢٢، ٢٣)، وأبو داود، في كتاب الطهارة، باب الرخصة في ذلك، (١/ ١٢٧) برقم ١٨٢، واللفظ له، وابن ماجة، في كتاب الطهارة وسننها، باب الرخصة في ذلك (١/ ١٦٣) برقم ٤٨٣، والترمذي في أبواب الطهارة، باب ما جاء في ترك الوضوء من مس الذكر، (١/ ١٣١) برقم ٨٥، والنسائي في كتاب الطهارة، باب الوضوء من ذلك (١/ ١٠١) برقم ١٦٥، صححه ابن حبان والطبراني وابن حزم، وادعى النووي أن الحفاظ اتفقوا على تضعيفه، وردّه ابن عبد الهادي فقال: أخطأ من حكى الاتفاق على ضعفه، انظر: المحرر في الحديث (١/ ١٢٠)، التلخيص الحبير (١/ ١٢٥).
(٦) ضعفه الشافعي وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني انظر: المجموع (٢/ ٢٤٢)، شرح العمدة (١/ ٣٠٨)، والتلخيص الحبير (١/ ١٢٥).
(٧) انظر: المحرر في الحديث (١/ ١٢٠)، التلخيص الحبير (١/ ١٢٥).
(٨) هو محمد بن عيسى بن سَوْرَة بن الضحاك السلمي (أبو عيسى الترمذي)، الحافظ، المحدث، صاحب الجامع في السنن، والعلل، وغيرها، كان ممن جمع وصنّف وحفظ وذاكر، وهو أحد العلماء الذين يفتدى بهم في علم الحديث، مات بَترْمِذ في رججب سنة ٢٧٩ هـ. انظر ترجمته في: تذكرة الحافظ (٢/ ٦٣٣)، طبقات الحفاظ: ٢٨٢ برقم ٦٣٤، شذات الذهب (٢/ ١٧٤).
(٩) انظر: سنن الترمذي (١/ ١٣٢).

<<  <   >  >>