للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأجيب عن ذلك من وجهين:

الوجه الأول: أن هذا الحديث صحيح صححه الجماهير من الأئمة الحفاظ، واحتج به الأئمة الأعلام أهل الحديث والفقه، فلا يقدح فيه تضعيف ابن معين، وقد خالفه الأكثرون فصححوه (١).

الوجه الثاني: أنه قد جاء عن يحيى بن معين رواية بالنقض (٢)، فإما أن يكون رجع عن قوله الأول، وإما أن يكون لم يثبت عنه (٣)، وعلى كل حال فقوله الموافق للحديث أولى لا سيما وقد وافق فيه أكثر العلماء.

أدلة أصحاب القول القول الثالث: القائلين أن الوضوء من مس الذكر مستحب لا واجب.

استدلوا أيضاً بالأدلة الموجبة للوضوء من مس الذكر ولكنهم خصوا ذلك بما إذا كان ذلك بشهوة.

ويجاب عن ذلك:

بأن الأدلة عامة والتخصيص يحتاج إلى دليل ولا دليل معهم.


(١) انظر: المجموع (٢/ ٤٢).
(٢) فإنه لما اجتمع مع الإمام أحمد وابن المديني في مسجد الخيف بمنى -وتذاكروا نقض الوضوء بمس الذكر- قال يحيى: ينقض، واحتج بحديث بسرة. انظر: سنن الدارقطني (١/ ١٥٠)، الأوسط لابن المنذر (١/ ٢٠٤)، المستدرك للحاكم (١/ ١٣٩)، السنن الكبرى للبيهقي (١/ ١٣٦)، الاستذكار لابن عبد البر (٣/ ٢٧، ٢٨)، الانتصار (١/ ٣٢٩)، تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي، (١/ ٤٥٤)، تنقيح التحقيق للذهبي (١/ ٢١٥، ٢١٦)، التلخيص الحبير (١/ ١٢٢، ١٢٣).
(٣) انظر: الانتصار (١/ ٣٢٩)، تنقيح التحقيق (١/ ٤٥٤).

<<  <   >  >>