قال جندل:
نازعنيهنّ مصافٍ لي محب ... من الخوافي وحفيّ بي نصب
إذا رآني وقليلاً نصطحب ... ليلاً وللظلماء عثنون هدب
أحال يملي وعبأت أكتتب
الخوافي: الجنّ، والمصافي الحفيّ: رئيه، عبأت: طفقت. وتدلى هيدب السحاب: ما تراه كأنه خيوط عند انصباب ودقه. وضربه فبدأ هدب بطنه أي ثربه.
[هـ د ج]
هدج الظليم واستهدج: مشى في ارتعاش، وظليم هدّاج، ونعام هدّج وهوادج. وتقول: نظرت إلى الهوادج، على الهوادج. وهدجت الريح: حنّت.
ومن المجاز: الشيخ يهدج في مشيته هدجاناً. قال:
وهدجانا لم يكن من مشيتي ... كهدجان الهقل حول الهقلة
وهدجت القدر: غلت بشدّة، وقدر هدوج. قال الراعي:
ثلاث صلين النار حولاىً وأرزمت ... عليهنّ رجزاء القيام هدوج
[هـ د د]
هدّ البيت فانهدّ وهو هدم بشدّة صوت. وسمعت هدّةً: صوت وقع حائط أو صخرة. وسمع أهل الساحل هادّاً من قبل البحر: صوتاً له هديدٌ أي دويّ وربما كانت منه الزلزلة. قال:
داع شديد الصوت ذي هديد
وهد هدّ يهدّ. وهدّده وتهدّده: أوعده. وهدهدت المرأة ولدها: حركته لينام. وهدهد الحمام: صوّت.
ومن المجاز: هدّني هذا الأمر، هدّ ركني إذا بلغ منك وكسرك. قال النمر:
على فاجع هدّ العشيرة فقده ... به أعلن الناعي الحديث المجمجما
وهذا رجل هدّك من رجل إذا وُصف بجلد وشدّة أي غلبك وكسرك، وهذه امرأة هدّتك من امرأة. وعن أبي عمر الجرميّ: مررت برجل هدّك من رجل وبامرأة هدّك من امرأة بمعنى هادّك وهادّتك والأوّل هو الكثير. وقال يعقوب: لهدّ الرجل هو إذا أُثني عليه بالجلد والشدّة. وأنشد الأصمعيّ لدكين:
ولي صاحب بالقاع هدّك صاحباً ... أخو الجون إلا أنه لا يعلّل
وإن فؤادي منه في طول صحبتي ... وأنسى به في الفينتين لأوجل
هرب من مروان والتجأ إلى عماية فألفه الأسد، والجون: الليل لأنه يصطاد بالليل. وجاءوا متهادّين ومتساتلين أي متتابعين كأن بعضهم يهدّ بعضاً.
هـ د ر