وقال الراعي:
بأسحم من نوء الذراعين أتأقت ... مسايله حتى يلغن المناجيا
ونزلوا وراء النجوة. وناقة ناجية، ونوق نواجٍ. ونجا ينجو: أسرع نجاء، والنجاك النجاك.
ومن المجاز والكناية: إنك من ذلك الأمر بنجوة إذا كان بعيداً منه بريئاً سالماً. والهموم تنجي في صدره وتتناجي، وبات الهمّ يناجيه. قال الجعديّ:
إن ترى همّي أمسى شاغلي ... وإذا ما نوجي الهم شغل
وبات له نجياً. وقال بشر:
أجدّك ما تزال نجيّ همّ ... تبيت الليل أنت له ضجيع
وباتت في صدره نجيةٌ قد أسهرته وهي ما يناجيه من الهم. وأصابته النجواء: حديث النفس ونجواها. وأنشد ابن الأعرابيّ لمرّار بن منقذ:
إن الهموم لها إذا لم تقرها ... نجواء تدخل تحت كل شعار
وقال آخر:
وهم تأخذ النجواء منه ... يعك بصالبٍ أو بالملال
واستنجى: أصله الاتتار بالنجوة، ومنه: نجا ينجو إذا قضى حاجته نجواً. وما نجا المريض منذ ليال، وشرب الدواء فما انجاه، وقيل: هو من نجوت الغص واستنجيته إذا قطعته. ونجوت الجلد عن الجزور: كشطته.
[ن ح ب]
هو نحب عليه أي نذر. قال حسان:
مساميح أبطال يرجون للندى ... يرون عليهم فعل آبائهم نحباص
وقد نحب فلان نحباً ونحّب تنحيباً: أوجب على نفسه أمراً، وهو منحّب. قال نصيب:
وإني لساع في رضاك كما سعى ... ليلقي ثقل النحب عنه المنحّب
ومن المجاز: نحب الباكي ينحب نحيباً، وانتحب انتحاباً: جدّ في بكائه. ونحب القوم في سيرهم ونحّبوا: جدّوا وساروا على نحب، وسير نحب. وقربٌ منحّبٌ. قال ذو الرمّة:
وربّ مفازة قذف جموح ... تغول منحّب القرب اغتيالا
وسرنا إلى مكة ثلاث ليال منحباتٍ. وأصابته شوكة فنحّب عليها ينتقشها: أكبّ عليها. وناحبته على كذا: خاطرته. ومنه، لأناحبنّك: لأحاكمنك. وقضى نحبه: مات كأن الموت نذر في عنقه.
[ن ح ت]
عود نحيت ومنحوت، وهذه نحاتة