من بعدٍ. وتقول العرب للرجل: هل عندك من جليّة خبر أو مغرّبة؟ فيقول: قصرت عنك لا أي ما عندي خبر. وغرّبت الوحش في مغاربها أي غابت في مكانسها. وأصابه سهم غربٌ على الوصف والإضافة. واغرب عني صاغراً. ورمى فأغرب أي أبعد المرمى. ويقال:" طارت به عنقاء مغرب ". وتكلمفأغرب إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره، وتقول: فلان يعرب كلامه ويغرب فيه، وفي كلامه غرابة، وغرب كلامه، وقد غربت هذه الكلمة أي غمضت فهي غريبة، ومنه: مصنف الغريب، وقول الأعرابيّ: ليس هذا بغريب ولكنكم في الأدب غرباء. وأغرب الفرس في جريه والرجل في ضحكه إذا أكثرا منه، ونهي عن الاستغراب في الضّحك وهو أقصاه. ويقال: وجه كمرآة الغريبة لأنها في غير قومها فمرآتها أبداً مجلوّة لأنه لا ناصح لها في وجهها.
ومن المجاز: استعيروا لنا الغريبة وهي رحى اليد لأنها لا تقر عند أربابها لكونها متعاورة. وصرّ على فلان رجل الغراب إذا وقع في ضيق وشدّة وهو لون من الصّرار. قال الكميت:
إذا رجل الغراب عليّ صرّت ... ذكرتك فاطمأن بي الضمير
وهذه أرض لا يطير غرابها أي كثيرة الثمار مخصبة. وقال النابغة:
ولرهط حرّابٍ وقدّ سورةٌ ... في المجد ليس غرابها بمطار
أي هو مجد ثابت لا يزول. وازجر عنك غراب الجهل. قال أبو النجم:
هل أنت إن شطّ مزار جمل ... مراجع سيرة أهل العقل
وزاجر عنك غراب الجهل
وطار غرابه إذا شاب، وهو واقع الغراب أي شابٌّ. وبحر ذو غوارب. وألقى حبله على غاربه.
[غ ر ث]
به غرث وهو غرثان، وهي غرثى، وهم غراث وغرثى. وغرّثته: جوّعته. قال أبو داود:
وبتنا نغرّثه في اللجام ... نريد به قنصاً أو غواراً
ومن المجاز: امرأة غرثى الوشاح. وإني لغرثان إلى لقائك.