أَن يرد إِلَى أحد فيدفن هُنَالك كَمَا هُوَ فِي ثِيَابه الَّتِي مَاتَ فِيهَا، بعد أَن مكث يَوْمًا وَلَيْلَة. وَفِي رثائه يَقُول حسان بن ثَابت:اقنى حياءك فِي ستر وَفِي كرم ... فَإِنَّمَا كَانَ شماس من النَّاسقد ذاق حَمْزَة سيف الله فاصطبرى ... كأسا رواء ككأس الْمَرْء شماس[١] كَانَ سَلمَة من خِيَار الصَّحَابَة وفضلائهم، وَكَانَ أحد إخْوَة خَمْسَة: أَبى جهل والْحَارث وَسَلَمَة وَالْعَاص وخَالِد، فَأَما أَبُو جهل وَالْعَاص فقتلا ببدر كَافِرين، وَأسر خَالِد يَوْمئِذٍ، ثمَّ فدى وَمَات كَافِرًا، وَأسلم الْحَارِث وَسَلَمَة، وَكَانَا من خِيَار الْمُسلمين رضى الله عَنْهُمَا. وَكَانَ سَلمَة قديم الْإِسْلَام، وَاحْتبسَ بِمَكَّة، وعذب فِي الله عز وَجل، وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو لَهُ فِي صلَاته، وَقتل يَوْم خرج فِي خلَافَة عمر، وَقيل: بل قتل بأجنادين قبل موت أَبى بكر رضى الله عَنهُ بِأَرْبَع وَعشْرين سَاعَة سنة ١٣ هـ[٢] يذكر فِي ذَلِك أَنَّهُمَا قَالَا لَهُ حَتَّى خدعاه: إِن أمه حَلَفت أَلا يدْخل رَأسهَا دهن وَلَا تَغْتَسِل حَتَّى ترَاهُ، فَرجع مَعَهُمَا، فَأَوْثَقَاهُ رِبَاطًا، وحبساه بِمَكَّة، فَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو لَهُ.[٣] كَانَ خُنَيْس بن حذافة على حَفْصَة زوج النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقد شهد بَدْرًا، ثمَّ شهد أحدا، ونالته ثمَّة جِرَاحَة مَاتَ مِنْهَا بِالْمَدِينَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute