للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَا زَالَ فِي الْقَوْمِ وِتْرٌ مِنْكُمْ أَبَدًا ... تَعْفُو السِّلَامَ عَلَيْهِ وَهُوَ مَطْلُولُ [١]

عَبْدٌ وَحُرٌّ كَرِيمٌ مُوثِقٌ قَنَصًا ... شَطْرَ الْمَدِينَةِ مَأْسُورٌ وَمَقْتُولُ [٢]

كُنَّا نُؤَمِّلُ أُخْرَاكُمْ فَأَعْجَلَكُمْ ... مِنَّا فَوَارِسُ لَا عُزْلٌ وَلَا مِيلُ [٣]

إذَا جَنَى فِيهِمْ الْجَانِي فَقَدْ عَلِمُوا ... حَقًّا بِأَنَّ الَّذِي قَدْ جَرَّ مَحْمُولُ

مَا نَحْنُ لَا نَحْنُ [٤] مِنْ إثْمٍ مُجَاهَرَةً ... وَلَا مَلُومٌ وَلَا فِي الْغُرْمِ مَخْذُولُ

(شِعْرُ حَسَّانٍ فِي أَصْحَابِ اللِّوَاءِ)

وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، يَذْكُرُ عُدَّةَ أَصْحَابِ اللِّوَاءِ يَوْمَ أُحُدٍ:

- قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: هَذِهِ أَحْسَنُ مَا قِيلَ-

مَنَعَ النَّوْمَ بِالْعَشَاءِ الْهُمُومُ ... وَخَيَّالٌ إذَا تَغُورُ النُّجُومُ

مِنْ حَبِيبٍ أَضَافَ قَلْبَكَ مِنْهُ ... سَقَمٌ فَهُوَ دَاخِلٌ مَكْتُومُ [٥]

يَا لَقَوْمِي هَلْ يَقْتُلُ الْمَرْءَ مِثْلِي ... وَاهِنُ الْبَطْش وَالْعِظَام سئوم [٦]

لَوْ يَدِبُّ الْحَوْلِيُّ من ولد الذرّ ... عَلَيْهَا لَأَنْدَبَتْهَا الْكُلُومُ [٧]

شَأْنُهَا الْعِطْرُ وَالْفِرَاشُ وَيَعْلُو ... هَا لُجَيْنٌ وَلُؤْلُؤٌ مَنْظُومُ [٨]

لَمْ تَفُتْهَا شَمْسُ النَّهَارِ بِشَيْءٍ ... غَيْرَ أَنَّ الشَّبَابَ لَيْسَ يَدُومُ

إنَّ خَالِي خَطِيبُ جَابِيَةِ الْجَوْ ... لَانِ عِنْدَ النُّعْمَانِ حِينَ يَقُومُ [٩]

وَأَنَا الصَّقْرُ عِنْدَ بَابِ ابْنِ سَلْمَى ... يَوْمَ نُعْمَانَ فِي الْكُبُولِ سَقِيمُ

وَأَبِيٌّ وَوَاقِدٌ أُطْلِقَا لِي ... يَوْمَ رَاحَا وَكَبْلُهُمْ مَخْطُومُ [١٠]


[١] يعْفُو: يدرس ويتغير. وَالسَّلَام: الْحِجَارَة. ومطلول: أَي لم يُؤْخَذ بثأره.
[٢] القنص: الصَّيْد، وَشطر الْمَدِينَة: نَحْوهَا وقصدها.
[٣] الْميل: الَّذين لَا تراس مَعَهم.
[٤] فِي أ: «مَا يجن لَا نجن» .
[٥] أضَاف: نزل وزار.
[٦] الوهن: الضَّعِيف، والسئوم: الملول.
[٧] الحولي، الصَّغِير، وأندبتها: أثرت فِيهَا، من النّدب، وَهُوَ أثر الْجرْح. والكلوم: الْجِرَاحَات.
[٨] اللجين: الْفضة.
[٩] خَالِي: يُرِيد بِهِ مسلمة بن مخلد بن الصَّامِت. والجابية: الْحَوْض الصَّغِير. والجولان: مَوضِع بِالشَّام.
[١٠] مَخْطُوم: مكسور.