للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَأَنَّهُ حِينَ يَكْبُو فِي جَدِيَّتِهِ ... تَحْتَ الْعَجَاجِ وَفِيهِ ثَعْلَبٌ جَسَدُ [١]

حُوَارُ نَابٍ وَقَدْ وَلَّى صَحَابَتُهُ ... كَمَا تَوَلَّى النَّعَامُ الْهَارِبُ الشُّرُدُ [٢]

مُجَلِّحِينَ وَلَا يَلُوونَ قَدْ مُلِئُوا ... رُعْبًا، فَنَجَّتْهُمْ الْعَوْصَاءُ وَالْكُؤُدُ [٣]

تَبْكِي عَلَيْهِمْ نِسَاءٌ لَا بُعُولَ لَهَا ... مِنْ كُلِّ سَالِبَةٍ أَثْوَابُهَا قِدَدُ [٤]

وَقَدْ تَرَكْنَاهُمْ لِلطَّيْرِ مَلْحَمَةً ... وَلِلضِّبَاعِ إلَى أَجْسَادِهِمْ تَفِدُ [٥]

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَبَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ يُنْكِرُهَا لِضِرَارِ:

(رَجَزُ أَبِي زَعْنَةَ يَوْمَ أُحُدٍ) :

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ أَبُو زَعْنَةَ [٦] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، أَخُو بَنِي جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ، يَوْمَ أُحُدٍ:

أَنَا أَبُو زَعْنَةَ يَعْدُو بِي الهُزَمْ ... لَمْ تُمْنَعْ الْمَخْزَاةُ إلَّا بِالْأَلَمْ [٧]

يَحْمِي الذِّمَارَ خَزْرَجِيٌّ مِنْ جُشَمْ [٨]

(رَجَزٌ يُنْسَبُ لِعَلِيِّ فِي يَوْمِ أُحُدٍ) :

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ- قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: قَالَهَا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ غَيْرَ عَلِيٍّ، فِيمَا ذَكَرَ لِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْهُمْ يعرفهَا لعلّى:


[١] يكبو: يسْقط. والجدية: طَريقَة الدَّم. والعجاج: الْغُبَار. والثعلب (هُنَا) : مَا دخل من الرمْح فِي السنان. وجسد: قد يبس عَلَيْهِ الدَّم.
[٢] الحوار: ولد النَّاقة. والناب: المسنة من الْإِبِل. والشرد: النافرة.
[٣] مجلحين: مصممين لَا يردهم شَيْء. والعوصاء: عقبَة صعبة تعتاص على سالكها. والكؤد جمع كؤود وَهِي عقبَة صعبة المرتقى.
[٤] السالبة (هُنَا) : الَّتِي لبست السلاب، وَهُوَ ثِيَاب الْحزن. وقدد: قطع، يعْنى أَنَّهَا مزقت ثِيَابهَا.
[٥] الملحمة: الْموضع الّذي تقع فِيهِ الْقَتْلَى فِي الْحَرْب. وتفد: تقدم وتزور.
[٦] قَالَ أَبُو ذَر: «كَذَا وَقع هُنَا بالنُّون، وزعبة، بالزاي وَالْعين الْمُهْملَة وَالْبَاء المنقوطة بِوَاحِدَة من أَسْفَلهَا، كَذَا قَيده الدَّار قطنى» .
[٧] يعدو: يسْرع. والهزم (بِضَم الْهَاء وَفتح الزاى) : اسْم فرس، ويروى: الهزم (بِفَتْح الْهَاء وَكسر الزاى) وَهُوَ الْكثير الجرى.
[٨] الذمار: مَا يحب على الْمَرْء أَن يحميه.