للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جَرِيءِ الْمُقَدَّمِ شَاكِي السِّلَاحِ ... كَرِيمِ النَّثَا طَيِّبِ الْمَكْسِرِ [١]

عَبِيدَةُ أَمْسَى وَلَا نَرْتَجِيهِ ... لِعُرْفٍ عَرَانَا وَلَا مُنْكِرِ

وَقَدْ كَانَ يحمى غَدَاة الْقِتَال ... حَامِيَةَ الْجَيْشِ بِالْمُبْتَرِ [٢]

(شِعْرٌ لِكَعْبِ فِي بَدْرٍ) :

وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَيْضًا، فِي يَوْمِ بَدْرٍ:

أَلَا هَلْ أَتَى غَسَّانَ فِي نَأْيِ دَارِهَا ... وَأَخْبَرُ شَيْءٍ بِالْأُمُورِ عَلِيمُهَا

بِأَنْ قَدْ رَمَتْنَا عَنْ قِسِيٍّ عَدَاوَةٍ ... مُعَدٍّ مَعًا جُهَّالُهَا وَحَلِيمُهَا [٣]

لِأَنَّا عَبَدْنَا اللَّهَ لَمْ نَرْجُ غَيْرَهُ ... رَجَاءَ الْجِنَانِ إذْ أَتَانَا زَعِيمُهَا [٤]

نَبِيٌّ لَهُ فِي قَوْمِهِ إرْثُ عِزَّةٍ [٥] ... وَأَعْرَاقُ صِدْقٍ هَذَّبَتْهَا أُرُومُهَا [٦]

فَسَارُوا وَسِرْنَا فَالْتَقَيْنَا كَأَنَّنَا ... أُسُودُ لِقَاءٍ لَا يُرَجَّى كَلِيمُهَا [٧]

ضَرَبْنَاهُمْ حَتَّى هَوَى فِي مَكَرِّنَا ... لِمَنْخِرِ [٨] سَوْءٍ مِنْ لُؤَيٍّ عَظِيمُهَا

فَوَلَّوْا وَدُسْنَاهُمْ بِبِيضِ صَوَارِمِ ... سَوَاءٌ عَلَيْنَا حِلْفُهَا وَصَمِيمُهَا [٩]

وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَيْضًا:

لَعَمْرُ أَبِيكُمَا يَا بَنِي لُؤَيٍّ ... عَلَى زَهْوٍ. لَدَيْكُمْ وَانْتِخَاءِ [١٠]


[١] شاكي السِّلَاح، أَي حاد السِّلَاح. والنثا: مَا يتحدث بِهِ عَن الرجل من خير وَشر. وَطيب المكسر، أَي أَنه إِذا فتش عَن أَصله وجد خَالِصا. ويروى: «طيب المكشر» (بالشين) ، أَي طيب النكهة.
[٢] يُرِيد «بالمبتر» : السَّيْف، أسم آلَة من البتر، وَهُوَ الْقطع.
[٣] القسي: جمع قَوس، وَهُوَ مَعْرُوف.
[٤] الزعيم: الرئيس والضامن. وَيُرِيد بِهِ هُنَا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[٥] فِي أ: «عزه» بِالْهَاءِ الْمُهْملَة.
[٦] هذبتها: أخلصتها. والأروم: جمع أرومة، وَهِي الأَصْل.
[٧] الكليم: الجريح.
[٨] فِي م، ر: «لمنحر» .
[٩] دسناهم: وطئناهم. والصوارم: السيوف القواطع. وحلفها، أَي من كَانَ حليفا فيهم وَلَيْسَ مِنْهُم. والصميم: الْخَالِص من الْقَوْم.
[١٠] الانتخاء: الْإِعْجَاب والتكبر