للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرزق (١)؛ فإنَّ هذه تتضمَّن جلب خير الدُّنيا والآخرة، ودفعَ شَرِّ الدُّنيا والآخرة. فالرَّحمة تحصِّل الخير، والمغفرة تقي الشَّرَّ، والهداية توصل إلى هذا وهذا، والرزق إعطاء ما به قِوَام البَدَن من الطَّعام والشَّراب، وما به قوام الرُّوح والقلب من العلم والإيمان.

وجُعِل جلوس الفصْل محلًّا لهذا الدُّعاء لما تقدَّمه من حمد (٢) الله والثَّناء عليه والخضوع له، فكان هذا (٣) وسيلة للدَّاعي، ومقدِّمة بين يَدَي حاجته.

فهذا الرُّكن مقصودٌ، والدُّعاء فيه مقصودٌ (٤)، فهو ركنٌ وُضِع (٥) للرَّغبة، وطلب العفو والمغفرة والرَّحمة؛ فإنَّ العبد لمَّا أتى بالقيام والحمد والثَّناء والمجد، ثم أتى بالخضوع وتنزيه الرَّبِّ وتعظيمه، ثم عاد إلى الحمد والثَّناء (٦)، ثم كمَّل ذلك بغاية التذلُّل والخضوع


(١) يشير إلى حديث ابن عباسٍ الآتي في الذكر بين السَّجدتين.
(٢) هـ وط: «رحمة».
(٣) ض: «هداه».
(٤) «مقصود» الثانية ليست في ط. وفي هـ: «مقصود الدعاء فيه».
(٥) «وضع» سقطت من س.
(٦) س زيادة: «والمجد».

<<  <  ج: ص:  >  >>