فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت ثم أناساً يتهارشون. قال: فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين. قال: فدعا له. قال: فقام رجل آخر فقال: ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم فقال: «قد سبقك بها عكاشة». قال: ثم تحدثنا فقلنا: من ترون هؤلاء السبعين ألفاً؟ قوم ولدوا في الإسلام لم يشركوا بالله شيئاً حتى ماتوا. قال: فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال: «هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون».
قوله: أكرينا الحديث أي أخرناه وأطلناه، والعصابة: الجماعة، والنفر: أي أكثر منهم، والكبكبة: أكثر من النفر، والظراب: الجبال، يتهارشون: أي يتقاتلون. وقوله: لا يكتوون: من الكي، ولا يسترقون: من الرقية، ولا يتطيرون: من التطير أي لا يطلبون الشفاء بالكي ولا بالرقية ولا يعتمدون على التطير.
٦٥٨ - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش ببغداد، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا محمد بن عبيد بن عتبة، ثنا أبو نعيم النخعي، ثنا أبو مالك عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود –﵁ أن رجلاً أتى النبي ﷺ فقال:
«يا رسول الله: إن بني فلان أغاروا علينا فأخذوا ابني وإبلي وغنمي فأمر لي بشيء. فقال: سل الله. فأعاد عليه فقال: سل الله مرات. وقال: ما عند آل محمد من طعام فأتى أهله فقالت له امرأته: