ومن طريقه رواه ابن حبان ٥/ ١٩٦ (٣٤٦٥) والبيهقي ١/ ٣٨٢.
قلت: إسناده لا بأس به.
ورواه أحمد ٦/ ١٨٥ وابن خزيمة ١/ ٢١٢ كلاهما من طريق أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة مؤذنين، بلال وأبو محذورة وعمرو بن أم مكتوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أذن عمرو فإنه ضرير البصر فلا يغرنكم وإذا أذن بلال فلا يطعمن أحد". قلت: إسناده ليس بالقوي.
قال ابن خزيمة ١/ ٢١٢: أما خبر أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة فإن فيه نظرًا لأني لا أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من الأسود فأما خبر هشام بن عروة فصحيح من جهة النقل، وليس هذا الخبر يضاد خبر سالم عن ابن عمر، وخبر القاسم عن عائشة، إذ جائز أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كان جعل الأذان بالليل نوائب بين بلال وبين ابن أم مكتوم، فأمر في بعض الليالي بلالًا أن يؤذن أولًا بالليل فإذا نزل بلال صعد ابن أم مكتوم، فأذن بعده بالنهار، فإذا جاءت نوبة ابن أم مكتوم بدأ ابن أم مكتوم فأذن بليل، فإذا نزل صعد بلال فأذن بعده بالنهار، وكانت مقالة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن بلالًا يؤذن بليل في الوقت الذي كانت النوبة لبلال في الأذان بليل، وكانت مقالة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ابن أم مكتوم يؤذن بليل في الوقت الذي كانت النوبة في الأذان بالليل نوبة ابن أم مكتوم، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم الناس في كلا الوقتين أن الأذان الأول منهما هو أذان بليل لا بنهار، وأنه لا يمنع من أراد الصوم طعامًا ولا شرابًا، وأن أذان الثاني إنما يمنع الطعام والشراب إذ هو بنهار. اهـ.