ثانيًا: حديث أبي ذر رواه أحمد ٥/ ١٧٢ وأبو داود (٩٠٩) والنسائي ٣/ ٨ والبغوي في "شرح السنة" ٣/ ٢٥١ - ٢٥٢ والحاكم ١/ ٢٣٦ كلهم من طريق الزهري قال سمعت أبا الأحوص يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب وابن المسيب جالس، أنه سمع أبا ذر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال الله عزَّ وجلَّ مقبلًا على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه انصرف عنه".
قلت: إسناده قوي، وسبق الكلام على جهالة أبي الأحوص في الباب السابق.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو الأحوص هذا مولى بني الليث تابعي من أهل المدينة وثقه الزهري، وروى عنه. اهـ. وقال الذهبي: صحيح. اهـ.
وقال الألباني في "تمام المنة" ص ٣٠٩: إن إسناد الحديث غير صحيح، لأن فيه أبا الأحوص وفيه جهالة كما قال النووي في "المجموع"، وأعل الحديث به. اهـ.
وله شاهد من حديث الحارث الأشعري، كما سيأتي.
ثالثًا: حديث الحارث الأشعري رواه أحمد ٤/ ٢٠٢ والترمذي (٢٨٦٣) و (٢٨٦٤) وأبو داود الطيالسي (١١٦١) كلهم من طريق يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري حدثه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وأنه