أم المؤمنين أنها قالت: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته وهو شَاكٍ فصلى جالسا وصلّى وراءه قوم قيامًا، فأشار إليهم أن اجلسوا؛ فلما انصرف. قال:"إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالسا فصلّوا جلوسًا".
رواه البخاري (١١١٨) ومسلم ١/ ٥٥٥ من طريق هشام بن عروة قال: أخبرني أبي عن عائشة، قالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسًا. حتى إذا كبر قرأ جالسًا. حتى إذا بقى عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأهن ثم ركع.
وروى أيضًا مسلم ١/ ٥٠٦ قال: حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق؛ قال: قلت لعائشة: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي قاعدًا؟ قالت: نعم، بعد ما حطمه الناس. قال النووي: قال الراوي في تفسيره: حطم فلانًا أهله إذا كبر فيهم كأنه لما حمله من أمورهم وأثقالهم والاعتناء بمصالحهم، صيَّروه شيخًا محطومًا، والحطم كسر الشيء اليابس. اهـ.
وسبق في أَبواب الإمامة حديث عائشة في قصه إمامة أبي بكر للناس في مرض موت النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلاته بهم وهو جالس. فليراجع.
ثانيًا: حديث أَنس بن مالك رواه البخاري (١١٤) ومسلم ١/ ٣٠٨ كلاهما من طريق ابن عيينة عن الزهري عن أَنس رضي الله عنه قال: سقط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فرس -أو فجحش- شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة فصلّى قاعدًا فصلينا