فخطبهن وحثهنَّ على الصدقة. قال: فجعلن يطرحن القرطة والخواتيم والحلي إلى بلال. قال: ولم يصل قبل الصلاة ولا بعدها.
قلت: رجاله ثقات غير أن زيادة "متوكيء على قوس" شاذة.
وأصل الحديث في "الصحيحين" من غير ذكر الزيادة؛ بل إنه مخالف للفظ هذا الحديث لأنه عندهما بلفظ:"النبي - صلى الله عليه وسلم - كان متوكئًا على بلال".
فقد أخرجه البخاري (٩٧٨) ومسلم ٢/ ٦٠٣ كلاهما من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة قبل الخطبة. ثم خطب الناس؛ فلما فرغ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نزل وأتى النساء فذكرهن، وهو يتوكأ على يد بلال باسط ثوبه ...
ثم أيضًا في إسناد أحمد: عبد الملك بن أبي سليمان أحد الأئمة لكن عرف بمخالفة ابن جريج وابن جريج مقدم عليه.
قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب ٦/ ٣٥٣: قال صالح بن أحمد عن أبيه: عبد الملك من الحفاظ إلا أنه كان يخالف ابن جريج وابن جريج أثبت منه عندنا. اهـ.
ثم إنه رواه الأئمة عن عبد الملك بن أبي سليمان به، وفيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان متوكئًا على بلال.
فخالفوا أبو معاوية كما سبق عند أحمد.
فقد رواه عنه عبد الله بن نمير كما عند مسلم ٢/ ٦٠٣.