المنكدر عن جابر بن عبد الله، قال: أُصيب أبي يوم أُحد؛ فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا ينهونني ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينهاني. قال: وجعلت فاطمة بنت عمرو تبكيه؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه".
سادسًا: حديث أبي هريرة رواه النسائي ٤/ ١٩ وابن ماجه (١٥٨٧) كلاهما من طريق محمَّد بن عمرو بن عطاء أن سلمة بن الأزرق قال: سمعت أبا هريرة قال: مات ميت من آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاجتمع النساء يبكين عليه؛ فقام عمر ينهاهُن ويطردهُن فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعهن يا عمر فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب".
قلت: في إسناده سلمة بن الأزرق حجازي.
قال ابن القطان: لا يعرف حاله ولا أعرف أحدًا من المصنفين في كتب الرجال ذكره. اه.
ورمز له الحافظ في "التقريب"(٢٤٨٣) مقبول. اه. لكن للحديث طريق آخر فقد رواه ابن ماجه (١٥٨٧) من طريق محمَّد ابن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة به، ولم يذكر سلمة بن الأزرق؛ فإن هذا الإسناد محفوظ فهو متصل لأبي محمَّد بن عمرو مات سنة (١٢٠) وله نيف وثمانون أو أكثر، ومات أبو هريرة سنة (٥٨) أو (٥٩) هـ فيكون أدرك ما يقارب خمس عشرة سنة فإمكان السماع وارد، والله أعلم.