هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تحل المسألة لغني ولا لذي مرة سوي". اه.
ثانيًا: حديث أبي هريرة رواه ابن ماجه (١٨٣٩) والنسائي ٥/ ٩٩ وأحمد ٢/ ٥٨٩ كلهم من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرةٍ سوي".
قلت: رجاله لا بأس بهم وفي إسناده انقطاع. لهذا قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" ٢/ ١٥٢١: حديث سالم بن أبي الجعد عن أبي هريرة رواه النسائي عن هناد بن السري. ورواه ابن ماجه عن محمد بن الصباح كلاهما عن أبي بكر بن عياش.
[ورواته] ثقات. لكن قال الإمام أحمد بن حنبل: سالم بن أبي الجعد لم يسمع من أبي هريرة. وروى الحاكم في "المستدرك" من رواية ابن عيينة عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة مبلغ به "لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي". وقال: على شرطهما. اه. ووافقه الذهبي كما في تعليقه على "مستدرك الحاكم" ١/ ٥٦٥.
ولما ذكر الألباني ما نقله ابن عبد الهادي عن الإمام أحمد. تعقبه فقال كما في "الإرواء" ٣/ ٣٨٣: وقول أحمد هذا لم يذكر في ترجمة سالم من "التهذيب". وقد جاء فيه نقول كثيرة عن الأئمة تبين أسماء الصحابة الذين لم يلقهم سالم أو لم يسمع منهم، وليس فيهم أبو هريرة. بل جاء ذكره في جملة الصحابة الذين روى عنهم سالم، ولم يعل بالانقطاع. والله أعلم. اه.