قلت: رجاله ثقات غير أن ابن إسحاق مدلس وقد عنعن، كما سبق (١).
والحديث مرسل، ورواه بنحوه -وبأطول مما أورده أبو داود في "المراسيل"- البيهقي ٦/ ١٥٨ من طريق أبي اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب ... الحديث.
وقد حسن بعض الدلماء الحديث بشواهده. قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" ٢/ ٢١٠: وقد ذكر الشيخ أن بعض طرقه تُقوَّى ببعض. وهو كما قال. ونُقِل عن ابن الصلاح تحسينه لهذا الحديث.
وقال النووي في الأربعين ص ٢١: حديث حسن ... ورواه مالك في "الموطأ" عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. فأسقط أبا سعيد، وله طرق يُقوِّي بعضُها بعضًا. اهـ،
وقال في "الأذكار" ص ٣٥١: حديث حسن، رواه مالك في "الموطأ" مرسلًا، والدارقطني في "سننه" وغيره من طرق متصلًا. اهـ.
قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" ٢/ ٢١٠ - ٢١١: وقد ذكر الشيخ رحمه الله أن بعض طرقه تُقوَّى ببعض. وهو كما قال. وقد قال البيهقي في بعض أحاديث كثير بن عبد الله المزني: إذا انضمت إلى غيرها من الأسانيد التي فيها ضعف قويت.
وقال الشافعي في المرسل: إنه إذا أُسند من وجه آخر أو أرسله من يأخذ العلم عن غير من يأخذ عنه المرسلُ الأول، فإنه يُقبل.
(١) راجع باب العيدين، وباب ما جاء في الأكل يوم الفطر.