وقال الجوزجاني: إذا كان الحديثُ المسندُ من رجلٍ غير مقنع -يعني لا يقنع برواياته- وشدَّ أركانَه المراسيلُ بالطرق المقبولة عند ذوي الاختيار، استعمل، واكتُفي به، وهذا إذا لم يُعارض بالمسند الذي هو أقوى منه.
وقد استدل الإِمام أحمد بهذا الحديث، وقال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا ضرر ولا ضرر".
وقال أبو عمرو بن الصلاح: هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه، ومجموعها يُقوِّي الحديث ويُحسِّنه، وقد تقبَّله جماهير أهل العلم، واحتجوا به. وقولُ أبي داود: إنه من الأحاديث التي يدور الفقه عليها يشعر بكونه غيرَ ضعيفٍ، والله أعلم. اهـ.
ونقل المناوي في "فيض القدير" ٦/ ٤٣٢ عن العلائي أنه قال: للحديث شواهد ينتهي مجموعها إلى درجة الصحة أو الحسن المحتج به. اهـ.
ولهذا صحح الألباني رحمه الله في "الإرواء" ٣/ ٤٠٨ وفي "السلسلة الصحيحة" ١/ ٤٤٣ الحديث بشواهده.
* * *
٩١٧ - وعن سمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أحاطَ حائِطًا على أرضٍ فهي له" رواه أبو داود وصحَّحه ابن الجارود.