وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" ٣/ ١٨٩: أما حديث جرير، عن هشام، وهو الحديث الأول رواه عن عروة، عن أبيه، عن عائشة ورواه مسلم وأبو داود والنسائي وفي آخره قال عروة ولو كان حرًّا ما خيرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحديث الأعمش عن إبراهيم، رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة أنها أعتقت بريرة فخيرها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وكان لها زوج حر وقال البيهقي وقد روى ابن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن عائشة، ثم ذكر الدليل على ذلك وقال البخاري قول الأسود منقطع، وقول ابن عباس رأيته عبدًا أصح وقال إبراهيم بن أبي طالب خالف الأسود بن يزيد الناس في زوج بريرة أنه حر. وقال الناس إنه عبد وكذا رواه البيهقي وقال إن زوج بريرة كان مملوكًا لآل أبي أحمد، وليس ذاك بشيء اهـ.
وقال المنذري في "مختصر السنن" ٣/ ١٤٨ قوله "كان حرًّا" هو من كلام الأسود بن يزيد، جاء ذلك مفسرًا وإنما وقع مدرجًا في الحديث وقال البخاري قول الأسود منقطع وقول ابن عباس رأيته عبدًا، أصح هذا آخر كلامه وقد روى الأسود عن عائشة أن زوجها كان عبدًا فاختلفت الرواية عن الأسود ولم تختلف عن ابن عباس وغيره ممن قال كان عبدًا وقد جاء عن بعضهم أنه من قول إبراهيم النخعي، وعن بعضهم أنه من قول الحكم بن عُتيبة قال البخاري وقول الحكم مرسل هذا آخر كلامه وروى القاسم بن محمد وعروة بن الزبير ومجاهد وعمرة