وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٩/ ٥٠١ وقع في رواية النسائي من طريق محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح به، فقيل من أعول يا رسول الله؟ قال "امرأتك" الحديث، وهو وهم والصواب ما أخرجه من وجه آخر عن ابن عجلان به وفيه. فسئل أبو هريرة - صلى الله عليه وسلم - مَن تعول يا أبا هريرة؟ وقد تمسك بهذا بعض الشراح، وغفل عن الرواية الأخرى، ورجح ما فهمه بما أخرجه الدارقطني من طريق عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "المرأة تقول لزوجها أطعمني" ولا حجة فيه؛ لأن في حفظ عاصم شيئًا، والصواب التفصيل، وكذا وقع للإسماعيلي عن طريق أبي معاوية، عن الأعمش بسند حديث الباب قال أبو هريرة تقول امرأتك إلخ وهو معنى قوله في آخر حديث الباب لا، هذا من كيس أبي هريرة ووقع في وواية الإسماعيلي المذكورة قالوا يا أبا هريرة شيء تقول من رأيك، أو من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال هذا من كيسي، وقوله "من كيسي" هو بكسر الكاف للأكثر، أي من حاصله إشارة إلى أنه من استنباطه، مما فهمه من الحديث المرفوع مع الواقع. اهـ.
ومما يؤيد هذا أن الحديث روي عن أبي هريرة مرفوعًا. وليس فيه هذه الزيادة، فقد رواه أحمد ٢/ ٢٨٨ قال. حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدثني محمد بن زياد، أن أبا هريرة حدثه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول".